الشريط الإخباري

عنصرية ترامب وتصريحاته التحريضية عززت الكراهية بالمجتمع الأميركي

دمشق-سانا

موجات غير مسبوقة من جرائم الكراهية والتمييز العنصري التي شهدها المجتمع الأمريكي منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع عام 2017 رفعت معدل حوادث إطلاق النار التي تحصد المزيد من أرواح الأمريكيين فيما ارتفعت نسبة الجرائم والاعتداءات على الأقليات إلى أعلى مستوى لها مخلفة في أحدث فصل لها 20 قتيلا بمدينة ال باسو في ولاية تكساس و10 قتلى في ولاية أوهايو.

حادثة تكساس التي وقعت أمس عندما فتح رجل أبيض النار قرب متجر في مدينة ال باسو وحادثة اوهايو التي وقعت اليوم عندما أطلق رجل النار بعد دخوله إلى أحد المقاهي في منطقة دايتون تصنفان بامتياز في إطار جرائم الكراهية التي انتشرت على نحو خطير بين الأمريكيين في ظل التوجه العنصري الذي اتخذه ترامب كمسار رئيسي لسياساته سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها إذ أن تصريحاته التحريضية ونزعته لما يسمى “التفوق العرقي للبيض” عززت بذور التمييز العنصري المتأصل أيضا في الولايات المتحدة وساعدت على انتشاره كما النار في الهشيم لتطمس كل المحاولات والجهود التي بذلتها المؤسسات الأمريكية الرسمية وغير الرسمية على مدى عقود لتبرئة المجتمع الأمريكي من تهمة العنصرية.

دراسة سابقة تناولت الفترة التي أعقبت انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في تشرين الثاني عام 2016 أظهرت أن الاعتداءات التي تأخذ طابع الكراهية بالإضافة إلى حالات التحريض سجلت ارتفاعا في معظم الولايات الأمريكية فيما يؤكد محللون أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض عزز الجماعات المتطرفة التي تقوم على مبدأ “تفوق العرق الأبيض” ولا تترك مواقف ترامب وتصريحاته العنصرية أي مجال للشك في مسؤوليته عن موجات العنف والكراهية التي أرخت بظلالها على المجتمع الأمريكي وليس هجومه مؤخرا على نائبات ديمقراطيات متحدرات من أصول عرقية مختلفة وحملته الشرسة ضد المهاجرين والبلدان التي يأتون منها إلا غيضا من فيض.

انعكاس هذا الكم الهائل من عنصرية ترامب سواء ضد الأقليات أو المرأة كان واضحا في المجتمع الأمريكي فقد زادت خطابات العنصرية والتمييز في أرجاء الولايات المتحدة كما زادت حدة العنصريين البيض وارتفعت حوادث إطلاق النار حيث شهدت البلاد خلال العامين الماضيين عشرات حوادث إطلاق النار كان أبرزها في تشرين الأول 2017 عندما أطلق رجل النار على حفل موسيقي في لاس فيغاس بولاية نيفادا ما أسفر عن سقوط 58 قتيلا ونحو 500 جريح فيما شهدت الولايات الأمريكية نحو 200 حادث إطلاق نار منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية حزيران الماضي اسفرت عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص.

مسؤولية ترامب عن ارتفاع جرائم الكراهية وإطلاق النار لا تقف فقط عند عنصريته ومواقفه القائمة على التمييز والتفرقة بين الأمريكيين بل تتعداها إلى تجاهله عواقب هذه الجرائم ورفضه كل المحاولات الهادفة إلى تعديل القوانين الخاصة بحيازة السلاح إرضاء للوبي الأسلحة الأمريكي الذي يتألف من جماعات ضغط وشركات لا يرغب ترامب بمعارضتها نظرا للمصالح المشتركة التي تجمعه بها.

مرتكبو جرائم إطلاق النار سواء كانت ذات منشأ عنصري أو نفسي لا يواجهون أي عائق أمام ارتكاب فظائعهم فالقانون الأمريكي يسمح بحيازة الفرد للسلاح ويمكن لأي شخص أن يشتري القدر والنوع الذي يرغب به من الأسلحة دون رقيب أو حسيب ومع كل حادثة إطلاق نار يعود الجدل والحديث العقيم عن حمل السلاح دون أي تحرك من قبل إدارة ترامب الذي يعتبر من أبرز المدافعين عن حرية اقتناء السلاح وسبق أن تعهد خلال حملته الانتخابية عام 2016 بالدفاع عما اعتبره “الحق” لدى فئات من الأمريكيين بحمل سلاح ورفع القيود التي وضعها الرئيس السابق باراك أوباما على شراء الأسلحة.

مراقبون يرون أن ما تشهده الولايات المتحدة حاليا من جرائم وكراهية يقع بشكل كبير على عاتق ترامب الذي زرع بذور الحقد والانقسامات بين الأمريكيين لتحقيق مصالحه ومصالح الشركات الكبرى التي تقف وراءه ويبدو أنه من المناسب بمكان قلب شعار ترامب الذي ردده “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” ليصبح ” لنجعل أمريكا كما يريد ترامب”.

باسمة كنون

 

انظر ايضاً

ترامب وبايدن يضمنان ترشيح حزبيهما لخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة

واشنطن-سانا حصل الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه السابق دونالد ترامب على النصاب اللازم من أصوات …