الشريط الإخباري

تعويم النصرة والفوضى وتصدير «بلاك ووتر».. دفاتر المفلسين

تمضي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في محاولة إنقاذ أجنداتها الاستعمارية في سورية بأية طريقة، ولاسيما بعد تهاوي تنظيماتها الإرهابية في معظم الجغرافيا السورية واندحارها على يد الجيش العربي السوري، وتسخر لتحقيق أجنداتها تلك أدواتها الإرهابية وأبواقها الإعلامية وكل قوة حلفائها في المنطقة.

تحاول إعادة إنتاج الإرهاب في الجنوب السوري بعد أن تم تحريره، فتحشد كل طاقاتها هناك لتجنيد المزيد من المتطرفين الجدد تحت مسميات جديدة علها تنقذ كيانها الإسرائيلي من ورطاته وخيباته، فتفتح لهم معسكرات جديدة قرب الحدود الأردنية مع سورية أو حتى داخل الأردن، دون أن تعتبر من دروس غرف (الموك) المتهاوية، ولا من فشل العدوان الإسرائيلي المباشر والمتكرر على مدى سنوات.

تجهد نفسها في محاولات تعويم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وإدخاله في معادلة الحل المزعوم وتبييض صورته القاعدية الإجرامية من جهة، وإعادة تعويم فكرة الانسحاب الأميركي من الجزيرة السورية وزج قوات الحلفاء مكانها من خلال التلميح إلى تعويض فراغ القوات المحتلة المنسحبة.

تعيد فتح سيرة ما يسمى (المنطقة الآمنة) المزعومة شمالي سورية لتكسب ود النظام التركي شريكها في الإرهاب من جهة، من خلال إرضائه بإبعاد مرتزقة ميليشيا قسد عن الحدود السورية التركية، ومن جهة أخرى اللعب على الحبال ذاتها مع أدواتها كقسد وداعش وطمأنتهم إلى أنها باقية لحمايتهم وإتمام مشروع الفوضى الهدامة في المنطقة.

تنقل تجاربها الإجرامية في العراق وأفغانستان إلى سورية عبر تعويم بلاك ووتر وبقية الشركات الأمنية الخاصة، التي تعتمد في جوهرها على المرتزقة، لتحافظ لها على وجودها الاحتلالي في الجزيرة السورية وتساعدها في نهب النفط وبقية الثروات.

يتناغم النظام التركي مع سياساتها تلك فيستمر بالتطبيل بمزاعمه حماية مناطق خفض التصعيد من التوتر، وإنتاج فبركاته الإنسانية المزعومة لتكون الحجة التي يبحث عنها لتدخلاته السافرة في الأراضي السورية وفرض سياسة التتريك، وسرقة البنى التحتية الخدمية العائدة ملكيتها للدولة السورية، ودعم النصرة الإرهابي وخلق كل المناخات التي تنسف الحل السياسي وتمهد لمزيد من الفوضى.

تجهد منظومة العدوان نفسها لإعادة إنتاج داعش وتعويم النصرة وإدخال بلاك ووتر وتسريب سيناريوهات المنطقة الآمنة دون أن تدرك أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية، وأن كل أجنداتهم الخبيثة ستذهب أدراج الرياح.

بقلم: أحمد حمادة