الشريط الإخباري

مناخات فنية منوعة لثلاثة تشكيليين في ورشة عمل بصالة السيد للفنون-فيديو

دمشق-سانا

بدأت اليوم ورشة عمل تشكيلية تضم ثلاثة فنانين هم أيمن فضة وربيع البعيني وعبد الله عبد السلام في صالة السيد للفنون ولمدة ثلاثة أيام حيث سيتم عرض الأعمال المنجزة في ختام الورشة ليستمر المعرض حتى نهاية الشهر الجاري.

وعن الورشة يقول التشكيلي عبد السلام لـ سانا إن العمل الفني بشكل عام ينقل الحالة الفنية في فترة زمنية معينة للمتلقي والورشة اليوم تعبر عن ما بداخلنا كفنانين سوريين من أفكار وأحاسيس وأحببنا أن يشاركنا بهذه الرؤى الجمهور من خلال إقامة ورشة مفتوحة أمام كل الناس مبيناً أن الفنان يجب أن يبحث عن أي فرصة تظهر عمله سواء في الصالات الفنية الرسمية أو الخاصة.

2

ويضيف إن صالة السيد اليوم تمثل حالة صحية في استمرارها بالعمل وعدم الإغلاق كغيرها من الصالات الفنية الخاصة مبيناً أهمية وجود هكذا مبادرات وأنشطة.

وسيقدم عبد السلام نحو اثنتي عشرة لوحة بأسلوبية تعبيرية تقترب أحياناً من التجريد في بعض الأعمال وبموضوعات إنسانية وحول تأثير الأزمة عليه كفنان يقول تأثرت أعمالي بحالة الحزن والأسى وانطبعت لوحاتي بألوان داكنة ورمادية مشيراً إلى أن الفنون هي أول من يتضرر في زمن الأزمات والحروب.

ويتابع إن سفر عدد من التشكيليين السوريين للخارج أثر على الحراك التشكيلي في الداخل بصورة عامة إلى جانب توقف أغلب الصالات الفنية الخاصة عن المعارض مما حد جداً من حالة التسويق للأعمال التشكيلية.

ويوضح عبد السلام أن التشكيليين السوريين يعبرون عن الفن الحقيقي ويقدمون من خلال أعمالهم في أي محفل فني عربي أو عالمي صورة عن ثقافة وحضارة وطن ثابت لا يمكن تغيير إرثه الفني والثقافي مبيناً أن الحالة التي يمر بها الفن التشكيلي السوري اليوم ستولد منه قيمة مضافة بعد انتهاء الأزمة.

ويشير عبد السلام إلى أن حالة العمل ضمن الورشات المشتركة لها ما يميزها عنده فهي تحفزه لتقديم زخم إضافي في اللوحات من خلال التفاعل المباشر مع الجمهور والإضافات التي تأتي من هذا الحوار مما يعطيها حيوية أكبر موضحاً أن الفترة الزمنية القصيرة نسبياً للورشات لا تنقص من قيمة العمل الفني الذي يقدمه نظراً لتملكه من أدواته ورؤيته إلى جانب الزخم العاطفي.

بدوره يقول التشكيلي ربيع البعيني إن الظرف الصعب الذي نعيشه دفعنا كفنانين سوريين أن نقيم هذه الورشة لإثبات وجودنا وقدرتنا على الفعل الإيجابي مبيناً أن هناك دائماً اندفاعا لدى الفنانين السوريين لأي نشاط يقام من أي جهة فنية أو ثقافية داخل سورية ويحملون ريشتهم وألوانهم بقوة وثبات ليعبروا عن فنهم وانتمائهم لهذا الوطن.

وسيقدم البعيني تسع أعمال من الحجم الكبير والمتوسط وحول الأفكار والمواضيع التي سيعمل عليها يقول إن العمل خلال الورشة هو محاولة لتقديم الأفكار التي تتبادر لأذاهننا بتمازجات لونية تنتج بطريقة التفاعل والبناء ما بين سطح اللوحة والألوان والحالة الشعورية التي تتملكنا في لحظة العمل.

ويعتمد البعيني على الأسلوب التعبيري وسيركز على اللون والتكوين ويقول عن العمل الأول الذي بدأ به إن موضوع الشخص الذي ينظر لوطنه من خارج الحدود يحمل إحساس الألم والشوق وهو شعور يمثل الكثير من الذين غادروا الوطن في هذه الأزمة.

الفنان البعيني ينوع في الأسلوبية بين التعبيري والواقعي ويعالج تمازجات بين عدة مدراس فنية فهو لا يفضل أن يقدم نفسه ضمن قالب فني واحد ويوضح أن المواضيع الإنسانية هي التي تشده ليقدمها عبر لوحاته مبيناً أن الأزمة أثرت عليه كفنان فتغيرت ألوانه ونفسيته تجاه العمل الفني كانعكاس لما يحدث في الوطن.

3

ويرى البعيني أن الفن التشكيلي السوري تأثر بالأزمة عبر مغادرة عدد من التشكيليين السوريين للخارج ولكن هناك من صمد وحمل ريشته في وجه آلة القتل الإرهابية موضحاً أن الحركة التشكيلية اليوم بحاجة إلى الدعم بكل أوجهه من شروط العمل والعرض والتسويق لاستمرار العمل وتشجيع المتوقفين للعودة إلى الإنتاج الفني.

ويشير البعيني إلى أن التشكيلي السوري حقق بصمة خاصة له في أغلب دول العالم عبر جهود فردية جبارة اعتمدت على الاجتهاد والتمسك بالهوية البصرية المعتمدة على الإرث الفني والثقافي من جيل الرواد وحتى اليوم.

ويقول إن تواجد عدد من التشكيليين السوريين خارج البلد يمكن أن يساعد على تقديم النتاج التشكيلي السوري للعالم بشكل أكبر من السابق وذلك يعتمد على اجتهاد كل فنان في هذا المضمار مبيناً أن أسعار الأعمال الفنية السورية في الخارج تعتبر جيدة وهي تعتمد على اسم الفنان الذي يبنيه عبر مسيرة فنية طويلة
وجادة.
ويعبر البعيني عن تفائله بمستقبل الفن التشكيلي السوري الذي سيأخذ حقه من الحضور داخلياً وخارجياً بصورة أفضل مع انحسار الأزمة لكونه يحتاج لمناخ هادئ وفكري عالي بعيداً عن الضغوط والصعوبات التي نعيشها حالياً.

أما التشكيلي أيمن فضة فيقول إن أهمية الورشة اليوم تأتي من إعادة الحياة للفن التشكيلي في دمشق وهي فرصة لتقديم أعمالي في هذه المدينة بعد انقطاع لمدة أربع سنوات مبيناً أن المشاركين يحاولون إعطاء ألوان الفرح لدمشق بعيداً عن السواد الذي تحاول الأزمة ان تلبسه لعاصمة السوريين.

سيقدم الفنان فضة حوالي حد عشر عمل خلال الورشة وبأسلوب تعبيري على الأغلب وبتركيز على الحالات الإنسانية المنوعة من حزن وفرح ويوضح أن الأزمة أثرت على لوحته من خلال الإلهام الحزين فابتعد عن موضوعاته السابقة من زهور وجمال المرأة مبيناً أنه يحاول ايجاد محرض على الجمال ليقدمه في لوحته برؤية جديدة وألوان معبرة.

ويقول إن مشاركتي مع زملائي في هذه الورشة لم تأتي انطلاقا من البحث عن تسويق العمل الفني والمردود المادي إنما جاءت كرغبة في تقديم نشاط فني في دمشق وعرض الأعمال للجمهور مثل الفترة السابقة للأزمة مبيناً أن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن العمل مهما كانت الصعاب والتحديات.

ويرى التشكيلي فضة الذي أقام عدة معارض في الخارج خلال الفترة الماضية أن اللوحة التشكيلية السورية تحقق تواجداً مهماً في عدد كبير من الدول بدليل أن الفنانين السوريين من أهم فناني العالم مبيناً أن العمل التشكيلي السوري يقدر مادياً ومعنوياً بشكل أفضل من الداخل.

ويؤكد فضة أن الفن التشكيلي السوري يحمل هوية فنية وثقافية خاصة فالفن خلق في سورية منذ نشأة النهضة والحضارة البشرية الأولى ومنها انطلق للعالم مبيناً أن أهم ما يميز الفنان التشكيلي عموماً هو المصداقية والجدية في التعاطي مع لوحته أياً كان أسلوبه أو تقنيته أو موضواعته.

ويعبر الفنان فضة عن تفائله بمستقبل الفن التشكيلي السوري مؤكداً أنه سيخرج بمقومات إبداعية جديدة مع انحسار الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها في كل أنحاء سورية.

5

من جهتها تقول الهام باكير صاحبة ومديرة صالة السيد إن لدي دائماً أفكارا للعمل في هذه المرحلة الصعبة ونحاول في الصالة تنفيذها من وقت لآخر حسب ما تسمح به الظروف مبينة أن من واجب كل إنسان سوري اليوم أن يعمل ما بوسعه في مجاله لإعطاء صورة عن استمرار الحياة في بلدنا وأننا بخير.

وتتابع نحاول في صالتنا أن نستمر بالعمل لذلك أردنا إقامة هذه الورشة التي تمثل محاولة لتحريك المناخ التشكيلي مبينة أن الاستفادة من وجود الصالة وبالاعتماد على رصيدها من السمعة الجيدة في مجال الفن التشكيلي على مدى اثنين وعشرين عاماً يسمح بإقامة مثل هذه الأنشطة التي تعتبر بصمة في الحركة التشكيلية السورية.

وتوضح باكير أن أي نشاط فني اليوم تقوم به الصالات الفنية الخاصة يجب ألا يضع الربح المادي كمعيار للعمل بل الانطلاق من الواجب تجاه الوطن والفن التشكيلي السوري وتقول إن الصالات الفنية الخاصة التي أغلقت أبوابها وأوقفت عملها لانحسار المردود المادي قد أخطأت في تقديراتها مبينة أن العمل في مجال الفن التشكيلي والثقافي ليس عملاً تجارياً فقط بل له أبعاد ثقافية ووطنية تعود بالفائدة على المجتمع ككل.

النحات غزوان علاف زار الورشة وعنها يقول إن هذه الورشة كمبادرة من صالة خاصة هي نشاط مهم وضروري لأنها تهيئ المناخ لمجموعة من الفنانين للعمل والخروج من حالة الركود والابتعاد عن الرسم بسبب الظروف الصعبة التي يعاني منها كل السوريين مبيناً أن هناك أهمية إضافية لاجتماع عدد من الفنانين في ورشة عمل واحدة وما يشكله هذا من حالة تفاعلية مهمة ومنتجة وهذا يجب أن يعمم ويقدم في أكثر من مكان خاصة الصالات الفنية الخاصة.

4

ويوضح علاف أن الصالات الفنية الخاصة يمكنها أن تفعل تواجدها وتستفيد من رغبة الفنانين بالعمل وتعطش الجمهور لحضور الأنشطة الفنية والثقافية مبيناً أن مثل هذه الأنشطة لا تتطلب تكاليف مادية عالية ومن ناحية أخرى هي تقدم صورة مضيئة عن الفن التشكيلي السوري.

النحات علاف الذي لم يتوقف عن العمل خلال السنوات الماضية رغم ما تعرض له من فقدانه لمشغله بسبب الأحداث يقول إن الفنان يجب أن يستمر في عمله الفني وألا يتوقف أبداً لأن الحياة أقوى من الموت مبيناً أن أغلب التشكيليين السوريين المجتهدين استطاعوا إيجاد فرص لعرض أعمالهم في أكثر من مكان في العالم.

ويؤكد علاف أن الفن التشكيلي السوري متواجد منذ زمن في أكبر المزادات والصالات الفنية العالمية مبيناً أنه يمكن أن يستفيد من حالة التركيز الإعلامي العالمي على بلدنا ليقدم إبداع الفنانين السورين للعالم بصورة أكبر وأوسع.

أما المحامي المتقاعد علي عبيد المهتم بالفن التشكيلي والذي زار الورشة أيضا فيقول إن هذه الورشة تعبر عن الاستمرار في الحياة وهذا يثبت للعالم أننا أبناء حضارة نفخر بها ولا تزال تنبض في عروقنا مبيناً أن مثل هذه الورشات في الفن التشكيلي هي فرصة لهواة الرسم ومتابعي الحركة التشكيلية للاطلاع على طرق تأسيس اللوحة وصولاً للمسة الأخيرة.

ويضيف إن ليس من الغريب على صالة السيد مثل هذه الأنشطة التي طالما استضافتها على مدى اكثر من عشرين عاماً وقدمت كبار الفنانين التشكيليين السوريين للجمهور لافتاً إلى أهمية أن تقوم الصالات الفنية الخاصة بمثل هذه المبادرات لدعم مسيرة الحركة التشكيلية السورية.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

فوز جبلة على الفتوة بالدوري الممتاز لكرة القدم

محافظات-سانا فاز جبلة على الفتوة بهدف دون رد خلال المباراة التي جمعت الفريقين على أرض …