ثلاثة اجتماعات, عربية, وخليجية, وإسلامية في مدينة مكة, وبيانات في مملكة بني سعود, لاستقطاب العداء وحشده وقرع طبول الحرب وجمع الأموال, لإغراء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إتمام ما بدأه من تهديد لإيران, وتقليص دورها الإقليمي المدافع عن القضية الفلسطينية, والداعم لمقاومة الشعوب في المنطقة ضد الاحتلال وسلب الحقوق.
اجتماعات مكة, تأتي بالتزامن مع تحشيد صهر ترامب الصهيوني غاريد كوشنر لمعظم ممالك الخليج ومن يلف لفها خلال جولته الحالية إلى المنطقة وزيارة المتصهين الآخر جون بولتون لإعلان «صفقة القرن», التي سيتم من خلالها بيع حقوق الشعب الفلسطيني وطي صفحة القضية إلى الأبد ووضعها في أدراج النسيان حسب أوهام منظري السياسة الأمريكية وأذيالهم في المنطقة.
ترامب بعدما نزل عن شجرة عنجهيته بشأن إيران في تصريحات له من طوكيو وتراجعه عن شروطه السابقة يسعى إلى إيجاد مبررات لنزوله بعد فشل ضغوطه لكن جهات بعينها تحاول ثنيه وإرجاعه إلى شجرته وإعادة مسلسل التهديد والوعيد بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إذاً.. توقيت اجتماعات الخليج الثلاثة جاء لإعادة تحفيز ترامب وإثارة شهواته المالية من جهة, ولتنفيذ ما يسمى «صفقة القرن» التي هي محور كل ما يدور في المنطقة, ومنذ سنوات, لكن الآن نضجت العوامل واتضحت وأعلنت الرؤى في المنطقة ,وأصبحت موافقة معظم الأنظمة الخليجية على تسليم فلسطين, وتمرير الصفقة في أدراج واشنطن, وهي تنتظر التوقيت المناسب لإعلانها.
صمود إيران في وجه التهديدات الأمريكية، وعدم رضوخها لها، واستشعار واشنطن الجدية الإيرانية في التعامل مع تلك التهديدات, لكونها تمتلك من القوة ما يمكنها من كسر الهيمنة الأمريكية في الخليج العربي، أجبر ترامب على مراجعة مواقفه منها، إضافة إلى عمل الدبلوماسية الإيرانية منقطع النظير على المستوى العالمي لتوضيح موقفها المحق، ووقوف الأصدقاء الأوفياء إلى جانبها أيضاً شد من أزرها وقوى موقفها.
وبالنتيجة كل اجتماعات بني سعود وبياناتهم لن تنفع إلا بنشر الكره والإرهاب والطائفية في المنطقة وهي الشيء الوحيد الذي يمكنهم القيام به في ظل الظروف القائمة إضافة لدعم كيان الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق العربية المغتصبة.
جمال ظريفة