S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
باريس-سانا
الوطن أقدس وأهم القضايا التي يلتزمها الفنانون ويتخذون منها رسالتهم المتجسدة في اعمالهم فهم يعتنقون الايمان به ليترجموا عطاء فكريا وانسانيا بتشكيل فني خاص يعكس انتماءهم والتزامهم ومنهم الفنان السوري المغترب محمود الشيخ طه المقيم في فرنسا الذي اجتاز بخطوط وتشكيلات لوحاته الحدود والمسافات وعبر إلى الوطن. 
وفي هذا الاطار يقول الفنان محمود لنشرة سياحة ومجتمع ” الفن هو النافذة التي من خلالها نتنفس الهواء النقي ونتواصل مع الطبيعة وهي المكان المطل على العالم الذي اختصره بوطني وما يعيشه ويعانيه فلكل مواطن دوره ووسيلته في الدفاع عن وطنه وأنا فني وريشتي وسيلتي لبلوغ قضيتي”.
التزم الفنان محمود نشر الثقافة السورية والتعريف بها من خلال فنه واعماله والمشاركة في الفعاليات الثقافية التي يقيمها المركز الثقافي العربي السوري في فرنسا وابناء الجالية السورية فيها مؤكدا أن الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية كانت سببا في زيادة المنتوج الفكري والثقافي نوعا وكما لدى الانسان السوري من جهة وتعريف واطلاع الشعوب الأخرى عليها من جهة أخرى.
ويصف محمود دور الفنانين السوريين في المغترب ومشاركاتهم بقوله.. “نأخذ لوحاتنا المحملة بحكاياتنا ومعاناتنا وثقافتنا وماضينا ومستقبلنا ونضعها أمام أعين الآخرين لنعرف بها ونطلعهم على سورية الحضارة والتاريخ”.
وحول مشاركته في معرض المركز الثقافي السوري بفرنسا الأخير الذي لاقى حضورا سوريا وعربيا وفرنسيا واسعا يقول الفنان محمود “تم اختيار المكان لانه أشرف وأطهر مكانا في غربتي استطيع فيه التواصل مع وطني الام فكنا ثلاثة تشكليين سوريين جمعهم الوطن في غربتهم وحل ضيفا دائما على أعمالهم”.
مضيفا.. “شاركني المعرض الفنان عيد يعقوبي الذي رغم تقدمه بالسن لا تزال لوحاته كالنبع الذي لا ينقطع خيره والفنانة ندره لطفي التي عادت الى الفن بعد انقطاعها عنه لأنها وجدت فيه الطريق لمحاكاة الوطن في هذه الظروف”.
وحصلت لوحة الفنان محمود بعنوان جميلتي ندرة في هذا المعرض على جائزة اليابان الفضية من بين أكثر من فنان عالمي كما شارك في لوحة ثانية تحمل اسم ” ياسمين دمشق”.
ويختم الفنان محمود بقوله “لم يغادرنا الوطن لحظة وكان أولادي عندما يصلون الى باريس بعد العودة من زيارته يعدون الأيام المتبقية للعودة إلى وطنهم فسورية أرض لا تموت وستبقى شوكة في حلق من يحاول النيل منها”.
يشار إلى أن الفنان السوري محمود الشيخ طه خريج كلية الفنون الجميلة عام1982 سافر بعدها الى فرنسا لمتابعة الدراسات العليا في جامعة السوربون ولديه العديد من الاعمال والمشاركات العالمية.
مها الأطرش
