ريما الجرف كاتبة تبدأ خطواتها في الرواية بعمل ينتقد الهجرة خارج الوطن

دمشق-سانا

استهواها الأدب والكلمة الجميلة فأثرت في تكوينها ونظرتها إلى المستقبل والحياة فسلكت طريق الأدب واختارت أن تكون الرواية هي منبرها للتعبير عن أفكارها تجاه ما حولها بأسلوب طغت عليه العاطفة والحنين متصدية في باكورة أعمالها الأدبية لكل أشكال التفرقة.

وفي حديث لـ سانا الثقافية قالت الروائية ريما الجرف بدأت بكتابة الرواية بعد أن تراكمت في ذاكرتي أحداث وقضايا كثيرة ورغم أنني شعرت بموهبتي منذ زمن طويل إلا أنني أخرت هذا الأمر حتى اطلعت على كثير من الروايات العربية والأجنبية لكن الذي دفعني للكتابة هجرة السوريين غير الشرعية إلى مكان آخر تاركين وطنهم بدوافع مختلفة فوجدت أنني بحاجة لكتابة الرواية التي خرجت إلى النور حاملة اسم يوما ما.

وأضافت الجرف.. لم ألجا إلى كتابة القصة القصيرة لأنها غير قادرة على تأريخ مرحلة كاملة والم كامل فهي مرهونة بحدث أما الرواية فبمقدورها أن تتوغل بتشعبات المجتمع وأحداثه وعن قراءتها للرواية بينت أنها اطلعت على معظم الكتابات الروائية السورية مثل أعمال حنا مينا وانيسة عبود وغادة السمان وناديا خوست وحليم بركات وحيدر حيدر.

كما قرأت كثيرا من الروايات الأجنبية التي تنوعت مواضيعها وافاقها مثل مكسيم غوركي الذي اشتهر برواية الأم إضافة إلى رواية بوريس باسترناك الدكتور زيفاجو الذي يختلف باتجاهه الفكري عن غوركي فضلا عن أعمال غابرييل ماركيز وسواها التي تتقاطع احيانا مع الرواية العربية والسورية وأحيانا تختلف.1

وعن تأثر الروائي بمن سبقوه أكدت أنه يجب الا نتأثر بروائي معين حتى لا نقع في اشكالية التقليد والاستنساخ والتصنيف فالكاتب يجب أن يصل إلى مرحلة يمتلك فيها هوية تخصه يعبر من خلالها عن قضاياه وما يريد ان يصل به إلى الآخر سواء كان في محيطه أو في المحيطات البعيدة عنه.

وعندما بدأت الجرف أولى خطواتها في عالم الرواية اعتمدت على العاطفة كما يحدث في كتابة القصيدة تماما وهذا ما جعلها تستعين بتداعي الذكريات وتحريك الحدث من خلال الأبطال ليصب الماضي وذكرياته في نقد الهجرة كونها حالة سلبية تحدق بالوطن وتؤثر على بنيته الاجتماعية.

وتطرقت الجرف في موضوع روايتها يوما ما إلى الهجرة غير الشرعية التي كان سببها الرئيس تفاقم الأزمة التي تمر بها سورية على مدى أكثر من ثلاث سنوات والاتجار بمصائب السوريين ومحاولة العبث بإنسانيتهم ومصائرهم برغم مخاطرها الهائلة على المقدمين عليها.

ويغلب على الذين هاجروا بحسب ما أشارت إليه الجرف الحنين إلى وطنهم وبيوتهم التي تركوها مرغمين بسبب المؤامرة على سورية لكن الأمل يحدوهم في العودة اليها بأقرب فرصة تؤمن لهم حياة آمنة كما كانوا يعيشون.

وتتصدى الرواية لكل محاولات التفرقة من خلال قصة حب يعيشها شاب وفتاة سوريان حطما كل ما يتحدى هذا الحب لتدل على قيمة العلاقات الانسانية وتماسكها في الوطن.

وتحاول الجرف في روايتها الحفاظ على وتيرة الحدث وحركته النفسية بما يتلاءم مع القارئ دون ان تقحم التجارب الحديثة في كتابتها حتى لا تتعرض الى فشل في التواصل مع المتلقي والذي قد يجعله في حالة نفور خلال متابعة الرواية لافتة إلى أن أكثر الروائيين العرب الذين حققوا نجاحا اعتمدوا هذا المنهج مثل غادة السمان.

شذى حمود-محمد الخضر