الاقتصاد توافق على انطلاقة مشروع الاستثمارات التراثية

دمشق-سانا

وافقت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية على الانطلاقة الأولية للمشروع البحثي الذي تقدمت به مؤسسة السفينة الفينيقية للصناعات والأبحاث التراثية للوزارة في إطار ربط الاقتصاد المعرفي بالاستثمار وتعزيز الانتفاع من الاستثمارات التراثية لرفع تنافسية الاقتصاد الوطني.

وتتلخص فكرة المشروع في ابتكار آليات اقتصادية استثمارية تحت مسمى “الاستثمارات التراثية” ويهدف إلى حماية التراث الوطني وإبداعات صانعيه والحفاظ على الهوية التاريخية لسورية واستمرارية الحرف واستخراج القيم المضافة من الصناعات والحرف التراثية واستخدامها لتعزيز نمو الاقتصاد الوطني.

وبين معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور حيان سلمان خلال الاجتماع الذي عقدته لجنة ربط الإبداع بالاستثمار اليوم لمناقشة المشروع واستثماره في تشجيع الصناعات التراثية السورية “أهمية الاستفادة من الأبحاث والدراسات في حماية الإرث التاريخي لسورية التي لن تبنى إلا بسواعد أبنائها”.

وأضاف معاون الوزير في تصريح لـ سانا أن اللجنة المعنية بدراسة العرض المقدم من المؤسسة “وافقت على الانطلاقة الأولية للمشروع وسيطلب إلى الجهات الوصائية استكمال الإجراءات اللازمة لتنفيذه” مشيرا إلى أن المشروع سيحظى بالموافقة لكونه “يعيد الألق إلى التاريخ السوري”.

وأكد سلمان أن الوزارة تشجع المشروعات والأبحاث من هذا النوع بما يحقق الانتفاع العام واستثمارها في رفع تنافسية الاقتصاد السوري وتنويع مصادره وحماية التراث الوطني مؤكدا أن هناك الكثير من مجالات التعاون بين الاستثمار من جهة والاختراع والإبداع من جهة أخرى سيتم التطرق إليها خلال الفترة القادمة.

بدوره لفت مدير المؤسسة وعضو جمعية المخترعين السوريين لؤي شكو إلى أن البحث الحائز جائزة الإبداع الوطني لعام 2014 يهدف إلى “استثمار الإرث التاريخي من خلال الاستثمارات التراثية صناعيا وإنشائيا وعمرانيا للخروج بمشاريع اقتصادية وصناعية وسياحية وتراثية جديدة والمساهمة في تنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني وتأمين فرص عمل لشرائح واسعة والحد من استنزاف القطع الأجنبي”.

واعتبر شكو أن البحث الذي يحمل عنوان “التراث السوري بين عراقة الماضي وتحديات الحاضر” خطوة على طريق استمرار “نقل الموروث التراثي السوري إلى الأجيال القادمة بمنافع اقتصادية هامة وتحقيق التواصل المؤدي إلى الاستثمار الأمثل بين الكوادر المبدعة والصناعيين وأصحاب المهن التراثية” مستعرضا الوضع الراهن للمهن التراثية السورية وما تعرضت له المنشآت التراثية من سرقة وتعديات وتدمير جراء الاعتداءات الإرهابية وبيع محتوياتها في دور المزادات والأسواق السوداء العالمية بعد تزوير منشئها.

ودعا مدير المؤسسة إلى “استثمار ظروف الأزمة في إقامة المعارض الخارجية لدى الدول الصديقة واستغلال ارتفاع سعر القطع الأجنبي لبيع التحف التراثية المكدسة في مستودعات حرفيي المهن التراثية” مشيرا إلى أن الاستثمار التراثي هو أهم أنواع الاستثمارات التي تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولا يمكن تحقيقه إلا في الدول التي تمتلك مقومات نجاحه.

وطلب شكو من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية تقديم الدعم لحاضنات الأعمال الإبداعية من خلال لجنة ربط الاستثمار بالاختراع لمعالجة تداعيات الأزمة والعمل على توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارة والمؤسسة والإشراف على عمليات التنسيق مع جميع الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص ومن يلزم من المنظمات الشعبية والاستعانة بالخبرات لديها.

وتم في نهاية الاجتماع الاتفاق على تشكيل مكتب متابعة لدى وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية مهمته التنسيق مع الجهات والوزارات المعنية بالحفاظ على التراث لتأسيس اللجنة الوطنية للتراث بعضوية ممثلين عن هذه الجهات ويتولى المكتب أيضا مهمة إعداد قواعد للاستثمار في التراث ووضع الآليات الكفيلة بالتنفيذ على أن تكون مديرية التخطيط في الوزارة هي نقطة الارتباط بين هذه الجهات.

يشار إلى أن مؤسسة السفينة الفينيقية للأبحاث والصناعات التراثية تعتبر أول منشأة متخصصة في تصنيع المنتج اليدوي الفينيقي من الزجاج والخشب والمعادن والفخار وحماية التراث الوطني.