الشريط الإخباري

أم الشهيد…أيقونة الصبر وجمال العطاء وإليها يعود المجد

درعا-سانا

في بلادي أمهات الشهداء يزغردن في مراسم تشييع أبنائهن ويسلمن برغبتهن في السير على طريق الشهادة دفاعاً عن الوطن فيما دموعهن لفراق فلذات أكبادهن لا تنقطع لكنها تجد طريقها لتسقي تراباً ضم جثامين طاهرة انغرست جسوراً للعبور نحو مستقبل آمن ومعطر بعظيم تضحياتهم.

والدة الشهيد الملازم شرف موسى الفريج تحيط حديثها بشيء من القدسية والألم فالساعات الأخيرة في حياة ابنها البكر قبل أن يعتلي صهوات المجد سائراً إلى العلياء محفورة في قلبها ووجدانها إلى آخر العمر فطريق الشهادة التي سار عليها موسى في معارك تحرير مخيم درعا من الإرهاب العام الماضي لم يكن محض صدفة كما تقول أم الشهيد “اتصل من هاتفه وأخبرها أنه ورفاقه في السلاح لبوا نداء الوطن والشهادة مقصدهم لأنها الطريق إلى النصر”.

تسبق عبراتها الكلمات عند تذكر عروبة غيثان أم الشهيد موسى ابنة ريف درعا الغربي وتبين في حديثها مع مراسلة سانا أنه “في يوم الـ 27 من حزيران 2018 زف رفاق موسى من العسكريين لها ولوالده نبأ استشهاده خلال معارك تحرير مخيم درعا من رجس الإرهاب، صدمة الفراق كانت كبيرة، وكلماته عن الشهادة في سبيل الخلاص من الإرهابيين والمرتزقة دفاعاً عن الوطن قبل يوم من استشهاده ورغبته بذلك كانت بلسماً وبرداً وسلاماً على قلبي”.

وبما أن الشهادة هي تتويج لمسيرة حياة المرء المصمم على الدفاع عن وطنه مهما غلت التضحيات فإن سني أولئك الأبرار مليئة بالعطاء والعمل وتشير السيدة عروبة إلى “أن الشهيد موسى لم يتأخر يوماً عن أداء واجبه تجاه وطنه فقد التحق بالخدمة العسكرية وهو طالب في كلية الآداب بجامعة دمشق وعمل قبل ذلك مصوراً حربياً وكمتطوع في مجال الإسعاف في مشفى درعا الوطني وكل ذلك إيماناً منه بقيم ومبادئ تربى عليها” موضحة أن “دماء شهداء سورية هي من ستنير درب الوطن نحو الخلاص النهائي من الإرهاب”.

وتضيف أم الشهيد موسى: إن “فقدها لولدها صعب جداً عليها لكنه يهون عندما يكون شهيداً في سبيل الوطن فوطننا يحتاج لأبنائه للخروج من هذه المحنة الكبيرة” مشيرة إلى أن “موسى لم يخف يوماً من الموت وكان دائماً على استعداد لاستقباله فكان في طليعة من استشهد خلال معركة تطهير أحياء مدينة درعا التي ابتليت بالإرهاب وفعلاً تكللت تضحيات الشهداء بإعلان المحافظة خالية من الإرهاب ومطهرة بالكامل منه”.

وكغيرها من أمهات الشهداء تصف السيدة عروبة علاقتها بولدها بأنها “لم تكن يوماً تمثل علاقة أم بابنها فقط بل تعدتها لتكون علاقة صداقة وأخوة فاللسان يعجز عن التعبير عن مدى حبها لأول فلذات كبدها الذي فارقها مبكراً”.

والدة الشهيد موسى تتقاسم مع أمهات الشهداء هذا الفضاء الرحب من الفخر والاعتزاز بأوسمة الشرف والبطولة المحفورة في قلوبهن، موجهة التحية لكل أسرة قدمت شهيداً ارتقى في معارك الدفاع عن الوطن ضد أشرس الحروب التي تعرضت لها سورية وهي على يقين بأن السوريين سيحيون الذكرى القادمة لعيد الشهداء وقد سحق الجيش العربي السوري الإرهاب ودحره إلى غير رجعة عن ربوع سورية.

والشهيد موسى الفريج من أبناء ريف درعا الغربي ولد عام 1995 درس التاريخ في جامعة دمشق وهو على أعتاب التخرج لبى نداء الوطن بتاريخ 25-5-2018 وشارك في معركة تحرير مدينة درعا وارتقى شهيداً فداء للوطن في الـ 27 من حزيران من العام ذاته.

لما المسالمة

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

أم الشهيد.. الأكثر فخرا بالنصر وعودة الأمان

درعا-سانا خلال سبع سنوات من انتشار التنظيمات الإرهابية في مناطق واسعة من محافظة درعا عانت …