عمال تاميكو.. أسرة واحدة للحفاظ على بصمة الشركة في سوق الدواء – فيديو

2019-05-01

دمشق-سانا

بحماس يبدأ جابر دريكيش رئيس قسم الصيانة في الشركة الطبية العربية “تاميكو” عمله منذ الثامنة صباحاً.. روتين يومي اعتاده منذ ثمانية عشر عاماً في مقرها القديم بالمليحة بريف دمشق قبل أن ينتقل إلى المقر الجديد في باب شرقي ليمارس ذات العمل.

جابر ذو الـ 39 عاماً يتحدث لمندوبة سانا عن سنوات عصيبة من عمر الحرب الإرهابية على سورية والتي طالت بنيرانها المعمل القديم للشركة مستذكراً عام 2013 وكيف استطاع و زملاؤه إنقاذ بعض تجهيزات المعمل القديم بالوصول إلى داخله وتخليص ما يمكن من نيران الإرهاب “حاولنا يومها الوصول وعدد من زملائي إلى المنطقة رغم ما كانت تعانيه من اعتداءات إرهابية… وضعنا أرواحنا على أكفنا لنقل التجهيزات إلى المقر الجديد”.

وبكلمات تحمل عزيمة وإصراراً يتابع جابر: “رغم أننا لم نلبس البدلة العسكرية لكننا ارتدينا مريول العمل وكنا الجندي الرديف لبواسل الجيش.. هم كانوا يحاربون بسلاحهم ونحن كنا نؤمن مستلزمات الصمود بوقوفنا خلف الآلات”.

“تاميكو” تعمل على استعادة بريقها وألقها بعد تعرضها للتخريب والتدمير من قبل المجموعات الإرهابية لتأمين حاجة السوق المحلية من الدواء عن طريق زيادة الإنتاج حسب خلدون العدوي من قسم تعبئة الأدوية الذي يبين أن جميع الصعوبات التي واجهته لم تثن عزيمته وإصراره عن مواصلة العمل من أجل الحفاظ على بصمة “تاميكو” في سوق الدواء محلياً وعربياً ويقول: “الفرح يغمرنا حين ننتج لهذا المعمل الذي يحتل مكانة راسخة في اذهان السوريين ليعود كما كان”.

ابتسامة لطيفة ارتسمت على وجه سماح اللحام /42 عاماً/ لدى سؤالنا عن أجمل أيام قضتها في العمل لتتابع بعدها: “كنت اصطحب أبنائي الصغار إلى روضة الشركة لأبقى مطمئنة وهم بجانبي.. ما زلت وزملاء العمل قادرون على خلق الفرح من حولنا”.

“كانت سنوات مليئة بالألفة والمحبة وروح النشاط التي زادت من عزيمتنا على التمسك أكثر بالعمل والإنتاج .. نحن أسرة واحدة نعمل بقلوب مليئة بالحب” بهذه العبارات بدأت نجاح عبد الله صاحبة 60 عاماً والتي قضت منها 37 خلف طاولة تقوم بتعبئة الدواء في علب مخصصة له واصفة إياها بأجمل السنوات.

ماهر مريري رئيس قسم التغليف في الشركة لم يفقد الأمل رغم ما عاناه وزملاؤه من ظروف قاهرة مروا بها حيث يقول بحرقة: “البعض هجر من منزله بفعل الإرهاب وآخر فقد عزيزاً على قلبه لكن جميع تلك الظروف لم تنعكس يوماً على عملنا بل زادتنا إصراراً على التمسك به لإيماننا بالنصر”.

رئيسة قسم الكبسول أمل كوسا التي هجرت من منزلها بفعل الإرهاب ما زالت مثابرة على عملها من أجل بقاء الإنتاج كما كان “ثابرنا على الدوام لتبقى الشركة تنتج بكامل طاقاتها.. وتجاوزنا العديد من المراحل الصعبة لنحافظ على عملنا”.

شركة تاميكو التي يعمل بها حالياً 400 عامل حسب مديرها الدكتور فداء علي حققت خلال العام الماضي مبيعات بقيمة 3 مليارات ليرة سورية وإنتاج بقيمة 3 مليارات ونصف المليار لتتجاوز أرباحها ألفاً ومئة مليون ليرة سورية.

الدكتور علي أشار إلى أن الشركة تضم 4 أقسام إنتاجية ويتم العمل حالياً لتأهيل قسمين جديدين وبناء قسم للمخابر لزيادة الإنتاج مستقبلاً موجهاً التحية إلى العمال الذين أثبتوا قوة صمودهم وتحديهم للظروف الصعبة التي مروا بها.

رحاب علي
تصوير: خلدون الخن