الشريط الإخباري

شائعات التواصل الاجتماعي… قص ولصق والوعي سلاح لمواجهتها

دمشق-سانا

تأثيرات سلبية واسعة خلفها الاستخدام العشوائي لوسائل التواصل الاجتماعي التي حضرت بقوة في حياة الأفراد خلال العقد الأخير تجلى أبرزها في الترويج لجملة من المعلومات المغلوطة والأحداث الزائفة ما انعكس على الحياة الاجتماعية والعلاقات التي تؤلفها وذلك بفعل الحضور اللحظي لهذه المنصات في يوميات الأفراد وتأثرهم السريع بما تحمله لهم من أخبار نائية عن التوثيق والمصداقية رغم أن آخرين يرون في هذه الوسائل نفسها دورا إيجابيا يساعد على تنمية مهارات التواصل لدى مستخدميها.

وبين مشجع لهذا المناخ الالكتروني الجديد ومتحفظ عليه تنوعت الآراء المطروحة في هذا الصدد حيث يؤكد الباحث موسى أسعد في حديث لنشرة سانا الشبابية أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا سلبيا خلال السنوات السابقة إذ ساهمت في الترويج للكثير من الشائعات والمفاهيم المغلوطة على حساب الحقيقة ومجريات الأحداث على الأرض.

وأضاف: الأسوأ في الأمر أن الكثير من “الفيسبوكيين” ينشرون فيديوهات وصور متداولة دون التأكد من مصداقيتها ما يجعل هذا العالم الافتراضي عديم الموثوقية بل ربما تكون بعض الصفحات الرائجة مرتهنة إلى الخارج.

من جهته يرى المصمم الشاب عيسى خوري أن وسائل التواصل الحديثة مكنت الكثيرين من امتلاك مهارات وخبرات في تصميم الصفحات والمدونات والمواقع واستثمارها بما يخدم اهدافا عامة رغم ان التجارب تثبت أن بعض الشباب الذين انخرطوا في هذه العوالم الافتراضية لم يكونوا على مستوى الوعي الكامل بكيفية استثمارها و توظيفها.

الشاعرة رنا صالح قالت إن الفيسبوك وتويتر وانستغرام وسواها من وسائل التواصل ساهمت الى حد كبير في احباط الادعاءات التي حاولت النيل من الحضور الوطني خلال الأزمة الراهنة لكن المفارقة تكمن في أن الوسائل نفسها لعبت دورا كبيرا في التجييش الإعلامي وتفشي الإرهاب ليس في سورية فقط بل في كثير من أنحاء العالم العربي.

وأضافت: من الخطير أن يقوم الشباب الفاعل على هذه المنصات بتداول الأخبار والقصص عبر عمليات قص ولصق تجري دون وازع أخلاقي ما يسهل انتشار الأخبار المغلوطة والتي تسري بين الناس بسرعة كسريان النار في الهشيم.

مع ذلك لا يمكن انكار دور هذه المنصات الالكترونية في الترويج لفكرة ما على اوسع نطاق وهو امر بالغ الاهمية كما ذكر الفنان التشكيلي محمد جلال الذي يشدد على ان الفنانين السوريين اثبتوا قدرة كبيرة على الصمود في وجه التحديات عبر ما كرسوه من حضور قوي في هذه المساحات الافتراضية من خلال انشطة وفعاليات فنية انتشرت على نطاق واسع بفضل هذه الوسائل الالكترونية “فلم يكن هناك من شهر إلا وتضمن معرضا فني الطابع فكري المضمون أخذ حقه من الانتشار والتفاعل الجماهيري بفضل الفيسبوك تحديدا”.

البعض يرى أن العلة تكمن في المستخدم نفسه وليس في التقنية وهو ما يؤكده الباحث في علم الفلك علاء الجمال الذي يبين من ناحيته أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يحتاج إلى وعي وإدراك كبيرين كشروط تؤهل أي مستخدم لتحمل مسؤولية منشوراته ولا سيما أن هذا المنبر تم استخدامه مرارا وتكرارا للنيل من شخصيات اعتبارية لأهداف محض شخصية.

ربى شدود