الشريط الإخباري

حمص تحتفي بعيد الحلاوة التراثي في أسواقها التاريخية

حمص-سانا

خميس الحلاوة تقليد اختصت به مدينة حمص وتفردت به على مستوى العالم لما له من ارتباط وجذور تتصل باحتفالات ابناء حمص بعيد الفصح المجيد ليصبح خميس الحلاوة تقليدا سنويا تعود بداياته للحقبة المملوكية.

ومع افتتاح سوق الحلاوة التراثي في حمص اليوم تزامنا مع خميس الحلاوة استعادت منطقة الأسواق القديمة في حمص القديمة بعض ألقها ونشاطها المعهود عبر استعادة هذا التقليد الذي يقوم الناس عبره بشراء الحلويات ليهدوها للأهل والجيران.

وشهد افتتاح سوق الحلاوة التراثي الحمصي عند مدخل السوق بجانب جامع النوري الكبير حضورا شعبيا ورسميا واسعا وازدان السوق بأصناف الحلويات التي دأبت بعض العائلات الحمصية على صناعتها منذ سنين خلت وتوارثتها الاجيال حتى ذاع صيتها ولاقت شهرة واسعة في مختلف أرجاء العالم.

سانا رصدت آراء الناس والتجار حيث أعرب الشاب أنس عبد البر الذي وقف أمام بسطة تنوعت فيها أصناف الحلويات التي يبيعها عن سعادته لعودة الأسواق والتجار إلى محالهم والاحتفال بخميس الحلاوة وسط أجواء اجتماعية تعيد الفرح وتبعث على الأمل بينما يرى حسام الوزير بائع حلويات حمصية أن مختلف الأصناف حافظت على جودتها ولم يتغير إلا سعرها تبعا لارتفاع تكاليفها لكنها تبقى الأكثر رواجا وشعبية الى يومنا هذا.

بينما عبرت الشابة أماني حطاب من اللاذقية عن سرورها لوجودها في الأسواق الأثرية بحمص لمشاركة أقاربها طقوس الاحتفال بخميس الحلاوة وكان لعربة الحنتور حضورها في الاحتفال حيث بين محمد أسعد كراكيت صاحب العربة أن مشاركته تأتي لزرع الابتسامة والفرح في نفوس الأطفال الذين يبدون رغبة كبيرة بركوب العربة والتقاط الصور التذكارية لأنها تذكرهم بماضي الأجداد.

وقدمت فرقة أفراح سورية لإحياء التراث الشعبي والمؤلفة من مجموعة شباب العراضة الحمصية بلباسهم التراثي فأشاعت الفرح بالمكان وارتسمت البسمة على وجوه الصغار والحضور حيث أوضح وليد أبو خالد رئيس الفرقة أن مشاركتهم في حفل افتتاح السوق وإحياء خميس الحلاوة هي لاستذكار كل ما هو جميل من تراثنا.

رئيس لجنة الأسواق في مجلس مدينة حمص المهندس قريش سحلول لفت إلى أن مهرجان خميس الحلاوة جاء تتويجا لعودة ما لا يقل عن 2500 محل في أحياء الحميدية وسوق التجار وباب هود وشارع أبو العوف معتبرا أن العام الحالي هو عام عودة جميع الأسواق بالمدينة وأن احتفالية اليوم التي تتزامن مع ذكرى عيد الجلاء تعيد لحمص جزءا من هويتها الحضارية.

بينما لفت التاجر ياسر الطيباني الذي عاد منذ ستة أشهر إلى عودة الحياة إلى الأسواق القديمة ولا سيما بعد إنارتها وإعادة تأهيل جميع المحال فيها مع رغبة جميع التجار بالعودة إلى محالهم.

رئيس مجلس مدينة حمص المهندس عبدالله البواب أكد أنه تم العمل منذ عامين على تأهيل الأسواق الأثرية المسقوفة حيث تم إيصال شبكة التيار الكهربائي إليها والتي تضررت جراء الحرب على سورية منوها باستمرار الجهود في مجلس المدينة بالتعاون مع المحافظة وبعض المنظمات الدولية لتأهيل كل الأسواق لإعادة الحركة التجارية وسط المدينة باعتباره يجمع الناس من مختلف الأحياء والقرى والمناطق.

عبد الرحمن البيطار رئيس الجمعية التاريخية السورية بحمص رأى أن الاحتفال يجمع ما بين الأعياد الوطنية والاجتماعية ما يعطي للمناسبة بعدا تاريخيا وإنسانيا.

وأقيم على هامش افتتاح السوق حفل فني في حمام حمص التاريخي الذي يعود تاريخه إلى 225 عاما حيث قدم كل من الشابين غزوان مدني وحسان قراجة أغاني تراثية ووطنية.

تمام الحسن