S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
..والحق ما اعترف به الأعداء، ومن فمك أدينك.. ما قاله الرئيس الأمريكي معبراً عن خيبة أمله في وجود أشخاص سوريين موالين له لديهم قدر قليل من المصداقية.
إن هذا الاعتراف يضيف وساماً جديداً على صدر الشعب السوري الذي لم تستطع الولايات المتحدة أن تجد فيه تابعاً واحداً له ولو كان قدراً قليلاً من الشعبية.
على الرغم من أن الساسة الأمريكيين يصرون دائماً على نهج الواقعية والبراغماتية، إلا أن أوباما استغرق وقتاً طويلاً للاعتراف بهذا الوهم الكبير الذي اسمه «المعارضة المعتدلة» السورية. في أغلبية البلدان التي تعاملت معها واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية كانت تجد توابع لهم وزن ما في أوساطهم الشعبية. في شبه الجزيرة الكورية كان الجنوب وقادته معها، وفي فيتنام كانت القوات الرسمية لفيتنام الجنوبية معها، يحاربون أبناء جلدتهم الفييتكونغ في الشمال. في تشيلي 1973_1974 انحاز إليها الجنرال بينوشيه مع جيشه واستطاع الاستيلاء بمساعدتها على السلطة بعد أن قتل الرئيس سلفادور ألندي المنتخب ديمقراطياً. في كوبا صمد الديكتاتور باتيستا لان سالازر المدعوم أمريكياً لفترة طويلة أمام الثورة الشعبية.
في هذه البلاد جميعها وفي بلدان أخرى أيضاً حصل الأمريكيون على تابعين «حقيقيين». أما الشعب السوري فلم يجد أوباما فيه سوى أشخاص وهميين باعترافه الصريح. والوهم أو الخيال مستحيل الوجود، إنه مثل الغول والعنقاء والخل الوفي.
في سورية يا سيادة الرئيس لن تجد أتباعاً.. هؤلاء المرتزقة السياسيون لا يؤيدهم في سورية حتى أقرباؤهم ليعترف مؤرخوك أن هناك بلداً اسمه سورية لم تجد بين شعبه تابعاً واحداً ذا شأن كما استطاع سابقوك من ساكني البيت الأبيض أن يجدوا في أماكن أخرى..
في سورية توجد دولة لها شعبية بأغلبية مطلقة وفق صناديق الاقتراع لا وفق الافتراضات والنظريات، وفيها معارضة وطنية لا يمكن أن تمد يدها للاستعمار الحديث والصهيونية، لكن فيها أيضاً مرتزقة إرهابيون وتكفيريون جاؤوا من الخارج ينهلون من «سخاء» الرجعية العربية ويضللون بعض الشعب السوري.
بعد اعتراف أوباما لا أدري كيف يشعر «مناضلو» الخمس نجوم وكيف يفكرون بمصيرهم، للتذكير فقط، المعلومات تفيد بأن أنطوان لحد الذي كان في فترة سابقة رئيساً «لجنوب لبنان» تحت حراب الصهاينة يبيع اليوم الخضار في شوارع تل أبيب.
صحيفة تشرين
