الحسكة-سانا
يشكل سوق السمك في الحسكة وجهة لأهالي المدينة منذ ما يقارب الأربعين عاما لشراء السمك الطازج سواء النهري أو من نتاج المزارع والمنشآت.
الرومي شغل الدير كلمات يصدح بها الشاب محمد ليجذب انتباه المشترين للإشارة إلى توفر نوع من الأسماك يسمى الرومي الأحمر يعيش في مياه نهر الفرات بدير الزور وهو مفضل لدى الأهالي نتيجة طعمه وحجمه وقلة الحسك والدهن فيه كما يبين محمد.
ويوضح محمد في حديثه لمراسل سانا أن مهنته كباقي المهن تحتاج إلى خبرة ومعرفة ودراية بأسرارها وهو ما اكتسبه خلال عمله أولا كصائد أسماك مع والده في نهر الخابور والسدود والبحيرات المحيطة به حيث تعرف على أنواع الأسماك الجيدة والرديئة واسباب إقبال الأهالي على شراء أصناف أكثر من غيرها وعدة أمور تتعلق بهذه المهنة.
ويتطرق إلى آلية عمل السوق قائلا: يبدأ العمل في ساعات الصباح الباكر حيث يقوم التجار بإحضار الأسماك المنتجة أو التي يتم اصطيادها ضمن المحافظة أو محافظتي دير الزور والرقة مع الحرص على أن يتم توصيلها لنا بشكل يومي لضمان بيعها طازجة للأهالي.
ويضيف: الأهالي يفضلون الأسماك التي يتم اصطيادها من الأنهار والبحيرات الطبيعية أكثر من تلك التي تتم تربيتها فالأول “رشيق وقليل الدهون والحسك وكثير اللحم وتساعد المياه الجارية على إعطائه طعما فريدا وفائدة غذائية لا تتوفر في السمك الذي يربى ضمن المزارع والمسامك”.
وبالقرب من محل محمد يعرض البائع أبو نضال على مصطبة تشكيلة واسعة من أصناف السمك ويحدثنا عن أسمائها وصفاتها وأسعارها قائلا: لكل صنف منها زبائنه ولكل نوع وحجم سعره فهناك الكرب وهو من أنواع سمك الشبوط يتميز بكبر حجمه وطعمه المميز وهو الأكثر انتشارا ويتراوح سعره بين 800 وحتى 1500 ليرة للكغ الواحد وهناك الرومي الأحمر وهو مفضل ايضا عند الأهالي وأصبح وجوده نادرا في أنهار وبحيرات الحسكة وغالبا ما يتم إحضاره من الرقة أو دير الزور.
ويتحدث أبو نضال عن ذكريات نهر الخابور وروافده وبحيراته وكيف كان الصيادون يستخرجون منه أسماك الشبوط التي كانت تصل إلى أحجام كبيرة تزيد على 50 كغ وكيف كان مصدر رزق للكثير من الصيادين.
السيدة أم عبد الله أكدت أن السمك ضروري لصحة أولادها وتحرص على شرائه مرة واحدة في الشهر على الاقل مشيرة إلى أن أسعاره مقبولة وأن لكل صنف طريقة إعداد تناسبه.
نزار حسن