«الرُكبان» من الوكيل إلى الأصيل

مأساة قاطني مخيم الركبان على الحدود مع الأردن تعد لطخة سوداء فاضحة على جبين مدعي الديمقراطية فيما يسمى «المجتمع الدولي» لكونه جرحاً نازفاً لعشرات آلاف السوريين الذين أجبرتهم التنظيمات الإرهابية على ترك بيوتهم واكتملت الجريمة بمشاركة أنظمة عربية عدة مع تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حاملة شعارات الثورة الفرنسية الداعية لحماية حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

المخيم الواقع على الحدود المشتركة السورية- الأردنية يبلغ عدد قاطنيه 50 ألفاً شاركت في إقامته هذه الدول للمتاجرة بآلام الشعب السوري واستخدامه إعلامياً للتشهير بالدولة السورية، حيث توجد قربه قاعدة عسكرية لقوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف والتي تم إنشاؤها لمنع وصول الجيش العربي السوري إلى الحدود المشتركة مع العراق الشقيق وذلك عبر دعم إرهابيي «داعش» واستقدام المرتزقة من الأردن وتركيا وبعض دول الخليج أو بتدخل مباشر وضرب قواتنا المسلحة لإعاقة تقدمها.

القاعدة العسكرية تحوّلت إلى وكر حقيقي للإرهابيين يظهرون على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل القاعدة، حيث تقوم القوات الأمريكية بجلب وتدريب وتسليح وتمويل عصابات القتل والإجرام تحت ذرائع واهية.

وفي أروقة الأمم المتحدة لاسيما مجلس الأمن انبرى ممثلو الدول المدعية «الديمقراطية» للتباكي على مأساة قاطني الركبان بعد ما أوصلوهم بأيديهم إلى ذلك المخيم عبر دعم الإرهاب في سورية في ازدواجية ممجوجة مكشوفة عرتها الوقائع والدلائل الدامغة ومنها منع القوات الأمريكية من إدخال مساعدات إنسانية إلى المخيم أرسلتها الحكومة السورية أكثر من مرة وإن تمّ إدخالها على حياء منذ عدة أشهر فقد انتهت في أيدي الإرهابيين الذين يتلطون وراء المدنيين المحتاجين في المخيم.

الدولة السورية فتحت ممرين إنسانيين في بلدتي جليب وجبل الغراب لكن واشنطن منعت المساعدات من الوصول، كما منعت السوريين الراغبين بالعودة إلى بيوتهم من الخروج من المخيم الذي يشبه معسكرات التهجير والاعتقال أيام الحرب العالمية الثانية.

الخطوة الأمريكية تهدف إلى الإبقاء على ذريعة لوجودها في سورية لتكون شماعة لدعمها للإرهاب وحماية الفارّين من فلول «داعش» بعدما تقطعت بهم السبل في سورية والعراق ولم يبق لهؤلاء الإرهابيين سوى المظلة الأمريكية المباشرة لحمايتهم.

صحيفة تشرين

بقلم… جمال ظريفة

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …