جُموح أمريكي وانقياد غربي

لم تكن عبارة الرئيس البوليفي خوان إيفو موراليس.. «بأن العاصمة الوحيدة في العالم البعيدة عن الانقلابات هي واشنطن لأنه لا يوجد فيها سفارة أمريكية».. عبثية فهذا مؤكد عبر تاريخ الولايات المتحدة الأسود وممهور بوقائع وإثباتات أكثر من أن تحصى وتعد.

التدخل الأمريكي في شؤون الدول ليس جديداً ولن تكون له نهاية فالإيديولوجية الفكرية القائمة هناك تحتم التدخل السافر في شؤون الغير لتحقيق مكاسب مالية وسياسية وأمنية وبنظرة شاملة للخلف نجد التدخل الأمريكي في كل تفصيلة من الأحداث جرت على الساحة الدولية في القرن الماضي وبروز أمريكا قوة عظمى تحاول الهيمنة على العالم تتبعها بخطى عمياء كل من فرنسا وبريطانيا وإلى حد ما ألمانيا.

أحداث ما يسمى «الربيع العربي» ليست وليدة لحظتها كما يظن البعض فهي نتيجة تراكمية لأحداث جرت قبلها في المنطقة انطلقت بصيغ وأشكال متعددة بتدخل ودعم من الولايات المتحدة والدول التابعة لها الآنفة الذكر فقد شاركت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في إرسال الإرهابيين إلى سورية وأرسلت باريس قوات لها إلى الأراضي السورية وشاركت تلك الدول بما يسمى «التحالف الدولي» بدعوى محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي وفرضت عقوبات على روسيا بعدما غيرت واشنطن النظام الحاكم في أوكرانيا وخلقت بريطانيا قضية سكريبال ذريعة للعقوبات على موسكو والآن اللعبة اتجهت نحو مكان آخر من العالم وهو فنزويلا بعد انكشاف اللعبة في سورية.

التعنت الأمريكي والتبعية الغربية ظهرا بوضوح في مجلس الأمن أمس الأول حيث طرحت واشنطن مشروع قرار يتضمن عزل الرئيس الفنزويلي المنتخب «نيكولاس مادورو» وتغيير النظام السياسي في البلاد الأمر الذي لاقى رفضاً روسياً – صينياً باستخدام «الفيتو» ردت عليه الولايات المتحدة وملحقاتها فرنسا وبريطانيا بإفشال مشروع قرار روسي متوازن يدعو إلى عدم تسييس الأزمة.

في كل الأزمات التي صنعتها ومولتها واشنطن نجد باريس ولندن خلفها بخطوة تدعمها سياسياً ولوجستياً ويتحول سياسيو هاتين العاصمتين إلى ألعوبة بيد الأمريكي يأخذهم حيثما يشاء وإلى أبعد حد ممكن لأن سياساتهم الشيطانية تلتقي في مكان ما قد يكون في «تل أبيب»

صحيفة تشرين

بقلم… جمال ظريفة

انظر ايضاً

شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة

القدس المحتلة-سانا استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين مساء اليوم جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ …