التوتر يعود إلى الواجهة بين الهند وباكستان ودعوات دولية للتهدئة

دمشق-سانا

عاد التوتر مؤخرا بين الدولتين الجارتين الهند وباكستان على خلفية هجوم انتحاري قتل خلاله عدد من العسكريين الهنود فى الشطر الهندي من كشمير حيث اتهمت نيودلهي اسلام أباد بضلوعها فيه الأمر الذي نفته الحكومة الباكستانية بينما دعت عدة دول البلدين للتهدئة عقب تبادل الغارات الجوية بين البلدين.

الطرفان تبادلا الضربات الجوية حيث أعلنت الحكومة الهندية توجيه سلاح الطيران الهندي غارات ضد معسكرات لمسلحين متطرفين في الجانب الباكستاني من كشمير بالتزامن مع إعلان الجيش الباكستاني أن مقاتلات هندية اخترقت المجال الجوي فوق “خط المراقبة” في كشمير وألقت على عجل قذيفة لدى فرارها بعد تصدى مقاتلات باكستانية لها.

في المقابل أعلنت باكستان أنها نفذت ضربات جوية في الشطر الهندي من كشمير وأسقطت طائرتين هنديتين وأسرت طيارا وأنها اغلقت مجالها الجوي وأعلنت الهند من جهتها انها اسقطت طائرة باكستانية بينما أقرت نيودلهي بفقدان طائرة واحدة ونفت باكستان اسقاط اي طائرة لها.

وتعليقا على التصعيد العسكري قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راجيش كومار في مؤتمر صحفي.. “إن الطائرة الباكستانية استهدفت أثناء مشاركتها في عملية لضرب منشآت عسكرية في الجانب الهندي” مضيفا: “إن قوات برية رصدت الطائرة الباكستانية أثناء سقوطها من الجو في الجانب الباكستاني” بينما قال مسؤول هندي آخر: إن “طائرات تابعة للقوات الجوية الهندية اعترضت ما لا يقل عن ثلاث طائرات حربية باكستانية بعد دخولها الجانب الهندى من كشمير وأجبرتها على العودة”.

ورغم التصعيد العسكري المتبادل بين البلدين الجارين إلا أن مسؤولي الدولتين أكدوا حرصهم على عدم زيادة حدة التصعيد فأعلنت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج الموجودة حاليا في الصين أن بلادها لا تريد “مزيدا من التصعيد” وقالت: إن “بلادها ضربت أمس هدفا محدودا هو معسكر تدريبي لتنظيم متشدد تبنى قبل أسبوعين هجوما انتحاريا قتل فيه 41 عسكريا هنديا في الشطر الهندي من كشمير” مشيرة إلى أن الهند ستواصل التصرف بمسؤولية وبضبط النفس.

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان دعا من جانبه الهند إلى الحوار وتحكيم العقل وقال في خطاب للشعب الباكستاني: “إن العقل يجب أن يسود ويتعين علينا حل المشكلات عبر الحوار” مضيفا: “يخبرنا التاريخ أن الحروب مليئة بالحسابات الخاطئة .. وهل من الممكن أن نتحمل كلفة الحسابات الخاطئة بالنظر إلى ما نملكه من أسلحة .. يجب أن نجلس ونتحدث” بينما أكد متحدث باسم الجيش الباكستاني أن إسلام آباد “لا تريد المضي نحو حرب” مع الهند.

إلى ذلك دعت روسيا والصين إلى إنهاء التوتر وضبط النفس بين الهند وباكستان حيث أعرب المتحدث باسم الكرملين ديميترى بيسكوف عن قلقه جراء التصعيد الاخير بينهما وقال: “نحن نراقب الوضع عن كثب وقلقون للغاية بسبب الانباء التى تصلنا وندعو جميع الاطراف لضبط النفس” بينما ابدت وزارة الخارجية الروسية قلق موسكو من تبادل الغارات الجوية بين الهند وباكستان معربة فى الوقت نفسه عن أملها بتهدئة الاوضاع بين الجانبين.

بدورها دعت الصين البلدين إلى ضبط النفس وطلبت من نيودلهي “تنفيذ حربها ضد الإرهاب من خلال التعاون الدولي”.

وأرخت الأزمة بين البلدين الجارين بظلالها على بورصتيهما حيث سجلت مؤشرات البورصتين انخفاضا ملموسا.

نوال جليس