المتحف المدرسي للعلوم مشروع للحفاظ على ذاكرة الإنسان السوري-فيديو

دمشق-سانا

يقوم المتحف المدرسي للعلوم التابع لوزارة التربية بتوثيق وحفظ ذاكرة مدارس دمشق في التاريخ الحديث لاطلاع الأجيال الجديدة عليها وإكسابهم الغنى البصري والمعرفي 1اللازم لبناء شخصياتهم.

وانطلق المتحف في بدايته منذ عام 2007 بعرض مجموعة كبيرة من الحيوانات المحنطة على امتداد طابق كامل أما الطابق الثاني فخصص لأدوات العلوم الفيزيائية والكيميائية والسمعية والبصرية والجيولوجية وغيرها ومازال العمل جاريا حتى الآن لتطوير هذا المتحف وتوسيعه.

وعن هذا المتحف والرؤية التي يعمل من خلالها يقول الفنان لتشكيلي موفق مخول 2الموجه الاختصاصي بمادة التربية الفنية والمشرف على عمل المتحف منذ بدايته لـ سانا: “إن الهدف من المتحف المدرسي للعلوم إيجاد متحف مرتبط بالذاكرة الوطنية وتاريخنا الحديث والذي أسميناه رحلة عقل” مضيفاً: “لدينا إرثاً ثقافياً وعلمياً وفنياً غنياً ورائعاً ومخبئاً في البيوت والمستودعات ما استلزم البدء في العمل لإخراج هذه الكنوز للضوء وللناس .

ويوضح أنه جرى التعاون بين محافظة دمشق التي قدمت المقتنيات التي لديها من 3حيوانات محنطة وبين مديرية تربية دمشق التي سعت لتنفيذ المشروع وقدمت الكادر المنفذ وبين وزارة التربية التي ساندت المشروع ودعمته للوصول إلى الصورة النهائية لهذا المتحف.

ويقول مخول إن أكثر ما شجعنا لإقامة المتحف هو وجود كمية كبيرة من الحيوانات المحنطة التي تبرع بها لمحافظة دمشق الصياد حسين ابش والتي جمعها منذ عام 1910 من خلال رحلات الصيد التي كان يقوم بها في إفريقيا والهند .

وعن تطوير المشروع يقول إنه جاء من خلال جمع الأشياء القديمة المرتبطة بالعملية 4التعليمية والمنسقة في المستودعات من موجودات مدارس دمشق كالآلات الموسيقية والأدوات المخبرية والفيزيائية والكيميائية وآلات التصوير والطباعة والكتب القديمة .

ويشير مخول الى أن المتحف يعتبر لبنة لمتحف وطني كبير يعمل على تربية الطفل السوري بطريقة تحمل ثقافة الارتباط بالوطن بطريقة غير مباشرة اعتماداً على الذاكرة البصرية والمشاهدات الحسية لزراعة الأمل في نفوس الأطفال والشباب وامتلاك الذخيرة اللازمة من الإرث الحضاري لبناء المستقبل بحيث يصل دماغ الطفل لاكتمال 5تكوينه العقلي والمعرفي اعتماداً على مخزونه البصري وذاكرته في الطفولة.

ويوضح الفنان المشرف على عدة مشاريع في وزارة التربية أن هدف المشروع المنوع الذي يتم العمل على تنفيذه سواء في المتحف المدرسي للعلوم أو المركز التربوي للفنون التشكيلية هو السعي للخروج من آلية التعليم النمطية المغلقة على أفكار مسبقة للوصول الى حالة من التفاعل والتكامل والحوار بين مكونات الثقافة والمعرفة.

ويكشف مخول عن مساع لإقامة مكتبة للكتب القديمة بعد أن تم جمع أكثر من سبعين ألف كتاب قديم من المكتبات المدرسية وهي تحمل ذاكرة ثقافية ومعرفية مهمة والآن بطور البحث عن مكان مناسب لإقامة هذه المكتبة لتكون مورداً مهماً للمعلومة للطلاب 6والباحثين والصحفيين الراغبين بالاطلاع على ما تحويه هذه الكتب القيمة.

ويقول: “عندما يمارس الطفل الفنون بتنوعها من رسم وموسيقا ويكون له أماكن خاصة لهذه الفنون يجتمع فيها مع أقرانه إلى جانب القراءة والمكتبات والمتاحف كل ذلك يحصن عقله ليصبح قادراً على الدفاع عن نفسه ضد أي أفكار مشوهة أو سيئة ما يخلق شخصية وطنية محبة وواعية ومثقفة لبناء الإنسان السليم نفسياً وفكرياً وليس بالضرورة تخريج رسامين أو موسيقيين”.7

ويختم مخول بقوله: “نحن اليوم بحاجة للبحث عن الفكر الصحيح والثقافة المحبة والفرح الإنساني بعد سنوات من التعب عل كافة الأصعدة بسبب الأزمة التي نعيشها وهذا سبيلنا لمحو أي حالة اكتئاب أو خوف داخلي لدى الطفل والشاب ولإثبات أن الحياة أقوى من الموت وهذا يؤكد أننا منتصرون بالحب والعلم والعمل والفن على كل مخططات أعداء الوطن”.

محمد سمير طحان

http://www.youtube.com/watch?v=h2Qps0bjH-s

انظر ايضاً

المتحف المدرسي للعلوم مشروع للحفاظ على ذاكرة الإنسان السوري-فيديو