القدس المحتلة-سانا
القدس المحتلة ليست مجردة قطعة أرض على خريطة العالم كما يعتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعراب مخططاته في المنطقة ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان فللمدينة الفلسطينية أهميتها ومكانتها الدينية والتاريخية والثقافية وهي غير قابلة للمساومة أو المقايضة أو التنازل.
القدس الشريف جوهر القضية الفلسطينية القضية المركزية للعرب والمسلمين وهي بالنسبة للفلسطينيين القلب والروح والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل والعاصمة الأبدية لدولتهم فلا دولة من دون القدس كما أنها تتمتع برمزية دينية خاصة عند كل المسلمين والمسيحيين في العالم.
سمسار العقارات ترامب وبتواطؤ وتمويل خليجي يعمل على تصفية القضية الفلسطينية وفي جوهرها القدس عبر ما تسمى “صفقة القرن” حيث أعلن في كانون الأول 2017 المدينة المقدسة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها منتصف أيار الماضي بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة في انتهاك سافر للقرارات الدولية وميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
ترامب ما كان ليجرؤ على هذه الخطوة لولا حالة التشرذم والانقسام في الصف العربي وتبعية أنظمة عربية وخاصة الخليجية لإملاءات إدارته فضلاً عن التطبيع والتحالف العلني بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وبعض هذه الأنظمة التي بقيت طيلة سنوات محط شك في علاقاتها مع كيان الاحتلال وفي التآمر على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ابن سلمان قدم قبل أكثر من عام وضمن “صفقة القرن” الأمريكية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية خطة منحازة لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي في محاولة منه لكسب رضا الأمريكيين أحد مقترحاتها أن تكون ضاحية أبو ديس شرق القدس المحتلة عاصمة لفلسطين وهي ضاحية منعزلة عن مدينة القدس من خلال جدار هو جزء من جدار الفصل العنصري كما قال في مقابلة صحفية خلال زيارته واشنطن في آذار الماضي: إن “لإسرائيل الحق في الوجود وإقامة دولة” وهو ما يثبت تلاقي أهداف ومصالح نظامه مع الغرب والكيان الإسرائيلي وكسب التأييد له لاعتلاء السلطة، بينما كشف مسؤول إسرائيلي أن ابن سلمان زار كيان الاحتلال الإسرائيلي سراً في أيلول من عام 2017 كما التقى بنيامين نتنياهو في الأردن في حزيران الماضي.
ضوء أخضر أمريكي وتآمر خليجي استغلهما الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة تهويد القدس المحتلة عبر تكثيف مخططات الاستيطان فوق الأرض وتحتها كما هو الحال في البلدة القديمة وجنوب أسوار المسجد الأقصى وفي بلدة سلوان إضافة إلى محاصرتها بحزام استيطاني وتهجير أهلها الفلسطينيين في محاولة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني للمدينة المقدسة.
استهداف إسرائيلي متصاعد للمسجد الأقصى حيث يحاصره بنحو 80 تجمعاً استيطانياً كما يبيح لمستوطنيه اقتحام باحاته بشكل يومي تحت حماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي وفرض سلطة الاحتلال عليه لكن تلك الاقتحامات تواجه بتصد وصمود فلسطينيين لإحباط محاولات الاحتلال ومستوطنيه.
الأنفاق وحفريات الاحتلال في أسفل الأقصى وفي محيطه خطر آخر يتهدد المسجد وتسببت بتشققات وهدم في جدرانه وأرضياته ومبانيه وتصدعات وانهيارات أرضية في مباني القدس القديمة وبلدة سلوان جنوب الأقصى وتدمير كثير من الآثار فوق الأرض وتحتها كما أقام الاحتلال عشرات “الكنس اليهودية” أسفل الأقصى وفي محيطه بهدف خنق المسجد ومحاولة تهويده يضاف إلى ذلك مواصلة الاحتلال الاستيلاء على الآثار والأراضي الفلسطينية المحيطة بالأقصى في محاولة لتنفيذ مخططاته الرامية إلى تغيير الطابع الإسلامي للمنطقة وتغييب المعالم الحضارية العربية والإسلامية فيه بما يخدم مخطط الاحتلال التهويدي.
الاحتلال حفر عشرات الأنفاق أيضا في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى أدت إلى تصدعات وانهيارات أرضية في منازل الحي وشوارعه أما حي الشيخ جراح وسط المدينة فهو ضحية لسياسة التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين حيث استولى على عشرات المنازل وهجر أبناءها فيما تحيط بالحي المستوطنات من جميع الجهات وذلك لمحاصرة البلدة القديمة في القدس المحتلة بالمستوطنات ومحاصرة الوجود الفلسطيني في المنطقة.
وافتتح الاحتلال طريق “الأبرتهايد” الشهر الماضي شرق القدس المحتلة بطول ثلاثة كيلومترات ونصف وبجدار يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار بهدف منع الفلسطينيين في الضفة الغربية من الوصول إلى القدس المحتلة أو دخولها ما يبرهن على مضي الاحتلال في مخططاته الاستعمارية الاستيطانية الهادفة إلى تدمير التواصل الجغرافي في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى مناطق منفصلة ومعزولة.
حرب مفتوحة يقوم بها الاحتلال في فلسطين المحتلة وخاصة في مدينة القدس من عدوان وتصعيد استيطاني وإجراءات تعسفية وعنصرية وتهجير قسري وتطهير عرقي ضمن مخططاته ومحاولاته المتواصلة لطمس معالم المدينة المقدسة وتزوير تاريخها وإلغاء الوجود الفلسطيني فيها الأمر الذي ينذر بنكبة جديدة في ظل عدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته بحماية شعب يرزح تحت الاحتلال لكن ذلك لم ولن ينال من صمود الفلسطينيين وتشبثهم بأرضهم وبالأقصى والقدس فهم الراسخون فيها والمحتل إلى زوال مهما طال الزمن.
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب:
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: