الشريط الإخباري

(كراسي القش).. مهنة مازالت مطلوبة في بعض البيوت العصرية

دمشق-سانا

كثيرة هي الحرف التي باتت خارج قاموس الحياة اليومية نتيجة الحداثة لكن في دمشق القديمة لا تزال بعض الحرف تزين معالمها بعبق التاريخ بالقش والخشب وعلى مدى نصف قرن من الزمن لا يزال هشام المالح يقاوم الاندثار والصعوبات التي تواجه مهنة صناعة ما يعرف بكراسي القش بعد أن قل الطلب عليها وغزت الكراسي البلاستيكية الأسواق.

بين أكوام من الخشب ينكب المالح على العمل لافتا إلى أنه يعشق مهنته التي تعلمها من أبيه وأعمامه الستة حيث كانت هذه الكراسي من أساس البيوت الدمشقية لافتا إلى أن عمر المهنة يتجاوز 300 عام حيث كانت من الصناعات المزدهرة التي تزين البيوت الدمشقية .

وعن محبي كراسي القش يقول المالح لنشرة سانا سياحة ومجتمع: إن هواة هذه الكراسي يعشقون وجودها في منازلهم ويتباهون بها منوها بمتانتها وخفة وزنها فهي يمكن أن تدوم أكثر من مئة عام مع الصيانة الدورية لها لافتا إلى أنه قديما كانت أكثر من مئة ورشة في أسواق القباقبية وباب مصلى والقنوات تقوم بصناعتها لكن اليوم لم يبق منها سوى ثلاث ورشات .

ويتابع المالح: أدواتنا قطع خشبية نقصها بالمنشار لتشكيل الهيكل وغالبا يكون من خشب الحور وحبال القش التي نشبكها بطريقة هندسية بسيطة بتدوير الحبال لتلتقي في المنتصف بشكل متصالب وينتج كرسي في غاية الجمال والدقة .

ولهذه الكراسي نقشات مختلفة يرسمها المالح بالقش من أشهرها نقشة الكعكة والطاووس وقرن الغزال وعين الشمس والحمصي والأبيض والنقشة الهندية  والجدلات.

ويضيف الحرفي: إنه يستخدم في صناعة الكراسي عشبة تنمو على أطراف الأنهار والبحيرات ويشترى من حماة ودير الزور حيث تنقع في الماء وتغطى بأكياس الخيش وتمشط بمشط خشبي خاص له مسامير حتى تلين وتصبح حبلا متينا أي أنه عمل يدوي بالكامل لا وجود للآلة في هذه المهنة.

ومع تراجع الطلب يقول المالح: “حاولنا تطوير المهنة وتوسيعها بتنفيذ تصاميم جديدة وطاولات وأطقم جلوس كاملة مع الكرسي الهزاز الشهير وأغلب زبائننا أما من عشاق التراث والأثاث الخشبي أو من أصحاب المطاعم والفنادق للديكور أو السياح”

بشرى معلا