الشريط الإخباري

انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ.. ذريعة لإطلاق سباق تسلح جديد ترفضه موسكو

دمشق-سانا

لتضع العالم أمام سباق تسلح جديد يخدم مصالحها نفذت الولايات المتحدة الأمريكية تهديداتها بالانسحاب من معاهدة الحد من الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى الموقعة مع روسيا عام 1987 رغم دعوات موسكو إلى الحفاظ على المعاهدة لأهميتها في ضمان السلم والأمن الدوليين.

ردا على القرار الأمريكي بالانسحاب الذي اعتبرته موسكو مجرد ذريعة لتوسيع وتطوير البرنامج الصاروخي الأمريكي وإطلاق سباق تسلح جديد ترفض الانسياق إليه أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم تعليق مشاركة موسكو في المعاهدة.

معاهدة الحد من انتشار الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى كانت انتصارا عظيما في وقتها وأحد الأسس الضامنة للتوازن الاستراتيجي والرقابة على الأسلحة النووية وتعزيز الاستقرار العالمي والحد من مخاطر الحروب.

وبموجب المعاهدة حظرت المادة الثالثة الصواريخ قصيرة المدى الروسية من طراز (اس اس) والأمريكية من طراز (برشينغ) كما منعت اثنين من الصواريخ متوسطة المدى الروسية من طراز(اس اس) و(برشينغ اي1)الأمريكية.

وحددت المادة السابعة مدى الصواريخ المحظورة فألزمت الطرفين بالتخلص مما مداه بين500 و1000كم للقصيرة و1000 و5500كم للمتوسطة وتخلصت موسكو وواشنطن منها فعلا بحلول عام 1991 ودمر الجانبان على أساس المادة التاسعة منصات إطلاق تلك الصواريخ.

المادة الخامسة عشرة جعلت المعاهدة غير محدودة الأجل ومنحت الطرفين حق الانسحاب منها بعد تقديم أدلة ثابتة لم تفلح واشنطن في تقديم واحد منها ضد روسيا.

وفي الوقت الذي عبرت فيه موسكو مرارا عن استعدادها للحوار حول نقاط الخلاف ودحضت مزاعم واشنطن إزاء مدى صاروخها المجنح من طراز (9 ام 729) فضلت الأخيرة كعادتها مواصلة اتهاماتها وخطواتها الأحادية للمضي قدما في سباق التسلح.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن واشنطن بدأت بانتهاك معاهدة الصواريخ منذ عام 1999 بالدرونات الحاملة لمواصفات الصواريخ المحظورة مبينا أن واشنطن لم تقدم دليلا واحدا على التزاماتها بموجب معاهدة الصواريخ ولم تستجب لمبادرات روسيا التي عرضت على النظراء الأمريكيين إجراءات شفافة غير مسبوقة أكبر من التزاماتها حسب المعاهدة.

الرئيس الروسي شدد على أن استخدام الولايات المتحدة الصواريخ الأهداف ونشرها منصات إطلاق من نوع (إم كي 41) في أوروبا انتهاك سافر لمعاهدة الصواريخ مشيرا إلى أن التطورات بعد انسحاب واشنطن من المعاهدة ستتعلق بشكل مباشر بسلوك الولايات المتحدة نفسه وأن موسكو لن تنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا أو أي مناطق أخرى ما لم تفعل واشنطن ذلك.

وأمام استراتيجية واشنطن في التنصل من التزاماتها الدولية تتمسك روسيا بالوقوف في وجه الخطوات الأمريكية الهدامة في مجال الرقابة على السلاح ونزعه وعدم انتشاره لكنها أعلنت بوضوح أنها لن تدخل في مفاوضات جديدة حول ذلك حتى ينضج الشركاء للتعاون على أساس مبدأ التكافؤ والمساواة وهو مبدأ لا تعترف به الإدارة الأمريكية التي تؤءمن بالهيمنة ويرفع رئيسها دونالد ترامب شعار (أمريكا أولا ) ليأتي بعدها العالم ما يبقي الباب مفتوحا أمام جنون سباق تسلح جديد يهدد الأمن العالمي.

عاليا عيسى

انظر ايضاً

موسكو قلقة بشأن اختبار واشنطن صواريخ محظورة

موسكو-سانا أعرب فلاديمير يرماكوف مدير قسم عدم الانتشار والرقابة على التسلح بوزارة الخارجية الروسية عن …