شباب جامعي يطرح تساؤلات متنوعة على هامش معرض الكتاب الدائم في جامعة تشرين

اللاذقية-سانا

على هامش المعرض الدائم للكتاب في جامعة تشرين والذي يقام في بهو المكتبة المركزية في الجامعة تتعالى الاصوات الطلابية بين متذمر من غلاء أسعار المنتج الورقي وغياب الكثير من العناوين والإصدارات الجديدة التي ينشدها الطلبة وبين أصوات تشيد بهذه الاحتفالية الثقافية وتجد فيها سوقا حقيقية توفر على الطالب
مشقة التنقل بين مكتبات المدينة خاصة في ظل وجود أكثر من 15000 كتاب متنوع في مختلف ميادين الفكر والأدب والفن والتاريخ والفلسفة والتكنولوجيا وسواها الأمر الذي كرس مجموعة من الأسئلة في الوسط الطلابي مما يتطلب اجابات وإيضاحات تفسر هذا الجدل المستمر.
وخلال جولة ميدانية في ردهات المعرض أشار وائل بركات طالب في السنة الرابعة في كلية التربية لنشرة سانا الشبابية إلى أن الحسومات التي أعلن عنها منذ انطلاق فعاليات المعرض هي حسومات غير واقعية أو بمعنى أدق هي حسومات على مجموعة محددة من الكتب التي تكدست في مستودعات دور النشر فلم يصر إلى نفاذها على مدى عدة سنوات.
وأضاف “هنا يجد الطالب نفسه أمام خيارين أحلاهما مر فإما أن يشتري الكتاب زهيد الثمن دون أن يكون له كثير أهمية وإما أن يتوجه إلى الكتاب الذي يرغب باقتنائه فعلا فيضطر إلى دفع ما يفوق طاقته المادية كون الإصدارات الأجود من الناحيتين الفنية والموضوعية هي كتب مرتفعة الثمن وليس من حسومات عليها”.
بدورها أوضحت علا سلمان طالبة في السنة الثالثة في كلية الهندسة الميكانيكية أنه رغم وجود آلاف العناوين في المعرض إلا أنها في حقيقة الأمر تفتقد للكثير من الكتب الحديثة التي صدرت خلال العامين الماضيين والتي نقرأ عنها في الصحف الورقية والالكترونية لكننا لا نجد أيا منها هنا.
أما سليم فايز أحمد طالب ماجستير في كلية الاقتصاد لفت إلى أن المعرض شأنه شأن الكثير من المعارض التي تقام داخل وخارج الجامعة يعاني من غياب الكتب التخصصية التي يحتاجها الباحثون وطلاب الدراسات العليا الأمر الذي يشكل نقصا حقيقيا في القيمة المعرفية للمعرض وهو أمر لم يتم تداركه رغم تناولنا الدائم له.
من ناحيته أشار جهاد محمد طالب في السنة الخامسة من كلية طب الأسنان إلى أن الجدل الحاصل بين الطلاب في الجامعة حول المعرض ليس له أن يقلل من أهمية هذا المحفل الثقافي وضرورته لاستقطاب القراء والتشجيع على اقتناء الكتاب فمن وجهة نظره يوفر المعرض سوقا متنوعة للطالب تعفيه من التجول طوال النهار بين المكتبات بحثا عن كتاب ما ربما امكن له الحصول عليه وربما أضاع الوقت دون طائل.
وقالت هبة جواد علي طالبة في السنة الرابعة بقسم اللغة الانكليزية “أحببت المعرض رغم الانتقادات الموجهة له وأتمنى أن يستمر مع بعض التطوير حيث تحظى أجنحة الكتاب الالكتروني بمجموعة واسعة جدا من العناوين واستطعت الحصول على تسعين بالمئة من الكتب التي أردت اقتناءها”.
في ذات السياق تحدث عبد الرحمن ريس المينا مدير المكتبة المركزية والمسؤول عن الأنشطة الثقافية أن المعرض ربما يفتقد للعديد من العناوين لكن هذا الأمر مرده إلى قلة دور النشر المشاركة حيث غابت دور غنية بمؤلفاتها بسبب الظروف التي تمر به سورية لكن هذا الأمر لا يقلل من أهمية المعرض بل يفترض به
أن يرفع من شأنه إذ ليس بالأمر اليسير أن تواصل المؤسسة التعليمية نشاطها الثقافي في ظل هذه الظروف وإن دل هذا الأمر على شيء فإنه يدل على عزيمة السوريين على مواصلة حياتهم ومقاومة محاولات أعدائهم لإضعافهم وترهيبهم.
أما بالنسبة للحسومات فأوضح ريس المينا أن دور النشر المشاركة حددت حسومات وسطية تؤمن لها هامشا من الربح وتوفر في الوقت نفسه على الطالب بعض التكلفة فليس من المنطقي ألا نراعي مصالح الطرفين في المعرض أما غلاء بعض الكتب فيعود إلى الارتفاع الكبير في أسعار الورق والتصميم الفني وهو أمر خارج عن إرادة دور النشر ذاتها.
من ناحيته لفت دمر أسعد المسؤول عن جناح مكتبة “دار الحوار” إلى أن المكتبة قدمت سلسلة طويلة من العناوين المهمة بالإضافة إلى حسومات تصل إلى 25بالمئة ومع ذلك نلاحظ انحسار الإقبال على المعرض وتذمر الطلاب من غلاء الأسعار لكن حقيقة الأمر تكمن في أن الشباب المعاصر بات اليوم أكثر إقبالا على الكتابالالكتروني والذي يستطيع الحصول عليه مجانا عبر تحميله من الانترنت ولهذا فإنه يجد الكتاب الورقي أكثر كلفة من الناحية المادية مهما زهد سعره.
وأضاف “مع الأسف لم يعد الكتاب يغري جيل الشباب المنغمس حتى النخاع في متابعة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وما هذه المسوغات التي يقودها قسم من رواد المعرض إلا مجرد ذرائع واهية لتبرير انكفائهم عن الكتاب وعن القراءة الورقية فالأسعار مقبولة ومدروسة والعناوين متنوعة فعلا لكن رواد المعرض باتوا اليوم يشكلون نخبة ومع ذلك تواصل دور النشر مشاركتها وحضورها آملا في توسيع رقعة هذه النخبة”.
رنا رفعت

انظر ايضاً

في جامعة تشرين… المعهد العالي لبحوث البيئة يعقد مؤتمره السنوي

اللاذقية-سانا بمناسبة يوم البيئة العالمي، أقام المعهد العالي لبحوث البيئة بجامعة تشرين اليوم مؤتمره السنوي