الاحتلال يعاود اقتحام الأقصى ويعتدي على الفلسطينيين

القدس المحتلة-سانا

جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها للمسجد الاقصى وباحاته بأعداد كبيرة وبكامل معداتهم العسكرية واعتدت على المصلين بقنابل الصوت الحارقة والغاز السامة والمسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي ما أدى إلى اصابة عدد من الشبان الفلسطينيين وصفت حالة احدهم بالخطيرة.

وذكرت وكالة وفا الفلسطينية للأنباء أن “جنود الاحتلال شرعوا بإطلاق قنابل الصوت والحارقة والغاز السامة والرصاص الحي والمغلف بالمطاط بشكل مكثف باتجاه المصلين مخلفين وراءهم دمارا واسعا متعمدا شمل مرافق الجامع القبلي” لافتة إلى أن المصلين وحراس البوابات اغلقوا باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين و بوابات الاقصى بالكامل.

وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال المدججة بالسلاح انسحبت من باحات المسجد الاقصى بعد اعتدائها على المصلين الفلسطينيين وأبقت تعزيزات داخله وعلى بواباته في حين ترافق مجموعة من جنود القوات الخاصة المستوطنين خلال اقتحاماتهم وجولاتهم في المسجد المبارك.

واعتدت قوات الاحتلال ايضا على عدد من قيادات الاوقاف الاسلامية والشخصيات الفلسطينية خلال منعها لهم بدخول الجامع القبلي بالأقصى المبارك لتفقد المصابين والوقوف على حجم الدمار الذي أحدثته قوات الاحتلال بالمسجد.

الى ذلك اعتدت قوات الاحتلال الاسرائيلي على المتظاهرين الفلسطينيين في مخيم شعفاط وحى الشيخ جراح بالقدس المحتلة الذين خرجوا تنديدا بانتهاكات الاحتلال بحق الحرم القدسى الشريف.

وكانت قوات الاحتلال منعت منذ فجر اليوم المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من الدخول الى الاقصى وذلك تمهيدا لاقتحامات واسعة توعد اتحاد منظمات الهيكل المزعوم تنفيذها اليوم بمناسبة مرور اسبوع على محاولة اغتيال الحاخام المتطرف /يهودا غليك / عراب الاقتحامات للأقصى في حين رد الحراك الشبابي المقدسي على هذه الدعوات بالدعوة الى النفير العام إلى الأقصى للتصدي للمستوطنين والدفاع عن الاقصى.

وفي سياق الهمجية الاسرائيلية المتواصلة بحق المقدسات وأهالي القدس اعتقلت قوات الاحتلال خلال اقتحامها للمسجد أحد حراسه وخمسة من الشبان في حين أكد سكان في المنطقة اعتقال عدد آخر من محيط بوابات الاقصى الخارجية وداخل البلدة القديمة وثلاثة شبان بشارع السلطان سليمان بين بابي العمود والساهرة من بوابات القدس القديمة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال قامت الليلة الماضية بحملة دهم واسعة للمنازل في مدينة القدس المحتلة اعتقلت خلالها عددا من المواطنين في بلدة أبو ديس جنوب شرق المدينة المقدسة فيما اعتقلت عددا آخر من الفتيان والشبان في حي الثوري ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.

وردا على اعتداءات واستفزازات سلطات الاحتلال الاسرائيلي وعصابات مستوطنيها دهس سائق سيارة فلسطيني الليلة جنودا اسرائيليين وأصاب ثلاثة منهم بجروح أمام مخيم العروب شمال الخليل.

وأفادت قناة معا الاخبارية الفلسطينية بأن السيارة دهست الجنود الثلاثة ووصفت جراح احدهم بالخطرة بينما جراح الاثنين الاخرين متوسطة.

بدورها سارعت قوات الاحتلال الاسرائيلي لنشر حواجزها العسكرية وجنودها بحثا عن السيارة ومنفذ عملية الدهس.

يذكر أن اهالي مخيم العروب يتعرضون بشكل دائم لمضايقات واعتداءات من جنود الاحتلال الاسرائيلي في احدى نقاطها العسكرية عند مدخل المخيم.

واستغلت قوات الاحتلال الحادث للاقدام على إغلاق الشارع بين مدينتي الخليل والقدس المحتلتين ونصبت حواجزها في منطقة كفار عصيون واحتجزت مئات المركبات ومنعهتا من الوصول إلى مدينة الخليل.

كما أغلقت الطريق بالقرب من بلدتي بيت أمر وحلحول وشرعت بتفتيش المركبات المارة بالطريق ومنعت ركابها من التحرك.

وكان شاب مقدسي دهس في وقت سابق اليوم عددا من المستوطنين وعناصر قوات الاحتلال على الطريق بين شطري القدس الشرقي والغربي ما أسفر عن استشهاد الفلسطيني ومقتل جندي وجرح العشرات.

وذكرت وكالة معا الفلسطينية أن السائق الفلسطيني هو ابراهيم محمد عكاري وهو شقيق الأسير المقدسي المحرر موسى محمد عكاري.

القيادة الفلسطينية تقرر التوجه لمجلس الأمن لوقف الاعتداءات على الأقصى

من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي فورا ضد التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك وبدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن.

ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن أبو ردينة قوله في تصريح صحفي اليوم أن “الحكومة الإسرائيلية وبسابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي”.

وأكد أبو ردينة “أن الحكومة الإسرائيلية تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى الأمر الذي حذرنا منه مراراً بأن ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخلياً وإقليمياً وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة”.

اللجنة الرئاسية الفلسطينية لشؤون الكنائس تدين العدوان الإسرائيلي والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى

واستنكرت اللجنة الرئاسية الفلسطينية العليا لشؤون الكنائس الاعتداءات الإسرائيلية واقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى المبارك وكذلك الاعتداء على الشخصيات الفلسطينية ومنعها من دخول المسجد داعية الدول والمنظمات والهيئات العالمية بما فيها الأمم المتحدة إلى العمل لوضع حد لهذا التصعيد العدواني الإسرائيلي الخطير.

ووصفت اللجنة وعود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “الضبابية بالمحافظة على الوضع الراهن في المسجد والتي أعلنها إثر الإغلاق غير المسبوق للمسجد الأقصى وأنها ذر للرماد في العيون ولم يعقبها أي التزام وإنما المزيد من الاعتداءات التي وصلت اليوم إلى اقتحام المسجد القديم المسمى بالمسجد القبلي والوصول إلى منبر صلاح الدين وأمطاره بقنابل الصوت والغاز والعبث بنسخ من القرآن الكريم القيت على أرض المسجد والاعتداء على المصلين فيه”.

وفي سياق ردود الفعل العربية على التصعيد الإسرائيلي بحق المدينة المقدسة والمسجد الأقصى نددت الخارجية المصرية بشدة بهذا التصعيد الذي يمارس بحق المدينة المقدسة وخاصة المسجد الأقصى بالاضافة إلى منع المصلين من أداء الصلاة بعد إغلاق المسجد الأقصى المبارك.

وقالت الخارجية المصرية في بيان لها اليوم إن مصر “تتابع على مدار الأيام والساعات الأخيرة بقلق بالغ التصعيد الإسرائيلي غير المبرر تجاه المسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة لباحة الحرم القدسي الشريف”.

وفي عمان أوعز رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إلى وزير الخارجية ناصر جودة استدعاء السفير الأردني في كيان الاحتلال للتشاور احتجاجا على التصعيد الإسرائيلي المتزايد وغير المسبوق بحق الحرم القدسي الشريف والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقدس المحتلة وتقديم شكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف.

فصائل تحالف قوى المقاومة الفلسطينية: عملية القدس رد على محاولات اقتحام المسجد الأقصى

في سياق متصل أكدت فصائل تحالف قوى المقاومة الفلسطينية استمرار الشعب الفلسطيني في التصدي للاحتلال الاسرائيلي ومواصلة النضال بكل اشكاله في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة حتى يتوقف عن عملياته العدوانية والاستيطانية والمحاولات العنصرية التي يستهدف بها القدس والمدن والبلدات الفلسطينية.

وأعلنت الفصائل في بيان لها تلقت سانا نسخة منه أن عملية الدهس التي قام بها ابطال المقاومة الفلسطينية في القدس المحتلة جاءت ردا على محاولات سلطات الاحتلال الاسرائيلي اقتحام المسجد الاقصى المبارك.

وحذرت الفصائل العدو الصهيوني وقواته ومستوطنيه من الاستمرار في سياساته العدوانية والعنصرية المتكررة ضد المسجد الاقصى ومدينة القدس مؤكدة ان المعركة مستمرة مهما طال الزمن حتى تحقيق كامل أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير.

ودعت الفصائل كل أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والاراضي المحتلة الى تصعيد المواجهة للاحتلال والمستوطنين الصهاينة والتصدي لكل القرارات والاجراءات العنصرية والتهويدية.

كما دعت الفلسطينيين في الشتات وأبناء الأمة العربية والاسلامية وكل احرار العالم الى القيام بالفعاليات المطلوبة وكل ما من شأنه الدفاع عن المسجد الاقصى والقدس مطالبة المجتمع الدولي وجميع الهيئات والموءسسات الدولية باتخاذ الاجراءات الفورية لوقف العدوان والتصعيد الصهيوني المستمر ضد القدس والمسجد الاقصى وكل الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها ستقوم بواجبها الوطني وستستمر في مقاومتها للاحتلال الغاشم دفاعا عن الشعب الفلسطيني ومدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك.

يذكر أن سائقا فلسطينيا استشهد اليوم في مدينة القدس المحتلة بعد ان اطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه في اعقاب عملية دهس قام بها في شارع قرب حي الشيخ جراح أسفرت عن مقتل اسرائيليين اثنين وإصابة أكثر من عشرة آخرين.

وفي وقت سابق من اليوم اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الاقصى واعتدت على المصلين الفلسطينيين فيه بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية ما أدى الى وقوع عدد من الاصابات ومنعت دخول المسعفين الى الاقصى لعلاجهم وذلك بعد فرض قيود على المصلين ومنع الرجال دون الخمسين عاما من دخوله تمهيدا لاقتحامات المستوطنين المتطرفين في استمرار لانتهاكاتها وعمليات الاقتحام والتدنيس لحرمة المسجد الاقصى المبارك التي يشهدها المسجد بشكل شبه يومي من قبل المستوطنين وأعضاء كنيست ومسؤولين في الحكومة الاسرائيلية وسط إجراءات وقيود اسرائيلية مشددة على دخول المصلين إليه.

 الاتحاد الأوروبي يكتفي بـ “الأسف” على تجاهل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لدعوات وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة

من جهة أخرى اكتفى الاتحاد الأوروبي بالإعراب عن “أسفه” اليوم إزاء تجاهل سلطات الاحتلال الإسرائيلي دعوات المجموعة الدولية إلى وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة منتقدة الاستمرار بإقامة مستوطنات جديدة في مدينة القدس المحتلة.

وحذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية من أن “الموافقة على بناء 500 مستوطنة جديدة في القدس الشرقية يعرض للخطر الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وقالت موغيريني إن هذا “الإجراء ينسف إمكانية التوصل إلى حل يقوم على دولتين ويحمل على التشكيك بالتزام إسرائيل التوصل إلى حل سلمي وتفاوضي مع الفلسطينيين”.

وأشارت موغيريني إلى أن سلطات الاحتلال تتجاهل دعوات الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وعدد كبير من الأعضاء الاخرين للمجموعة الدولية حول مسألة المستوطنات الإسرائيلية وقالت “أدعو السلطات الإسرائيلية إلى التراجع عن قرارها ووقف سياستها الاستيطانية في القدس والضفة الغربية”.

وصادقت ما تسمى بلجنة التخطيط والبناء ببلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة في وقت سابق اليوم على إقامة 278 وحدة استيطانية جديدة في المدينة وذلك في سياق السياسة الإسرائيلية التوسعية والعدوانية ضد الفلسطينيين وبغية تهجيرهم وطردهم من أرضهم وديارهم في تحد سافر لإرادة المجتمع الدولي والقرارات الدولية المطالبة بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

انظر ايضاً

القيادة الفلسطينية لحزب البعث: على المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال

دمشق-سانا طالبت القيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال …