شباب اللاذقية يلجؤون إلى المقاهي لمتابعة مجريات كأس العالم

اللاذقية-سانا

يصر الشباب السوري على متابعة المونديال وتسجيل حضور لافت لتشجيع الفرق التي يحبونها ومتابعة هذا الحدث العالمي فعلى الرغم من أن موعده يتزامن مع تقديم الامتحانات الجامعية للطلبة إلا أنهم مصرون على مشاهدة غالبية المباريات ومحاولة التوفيق بين الدراسة وبينه على اعتبار أن المونديال لا يتكرر سوى مرة
كل أربعة أعوام.
ونظرا لاحتكار بعض الشركات العالمية لحقوق بث المباريات لجأ عدد كبير من الشباب الى المقاهي على اختلاف أنواعها لمتابعة مجريات المنافسة مما ترك أثرا إيجابيا على حركة تلك الأماكن التي اعتبر عدد كبير من مالكيها أن هذا مؤشر جيد يدل على رغبة السوريين بمتابعة حياتهم رغم كل الأحداث الصعبة التي أرخت
بظلالها على وقائع معيشتهم اليومية كما أتيحت الفرصة لعدد كبير من الشباب لإيجاد فرصة عمل خلال هذه الفترة.
وهذا ما أكدت عليه غادة اسماعيل مديرة مقهى تاء مربوطة التي التقتها نشرة سانا الشبابية مشيرة في حديثها إلى أهمية مواكبة هذا الحدث الرياضي والتحضيرات المقامة لاستقبال الشباب المهتمين به.
وقالت “من المعروف أن مقهى “تاء مربوطة” تأخذ طابعا ثقافيا من خلال استضافتها لعدد من الأنشطة الثقافية منذ انطلاقتها كتوقيع كتب وإصدارات جديدة أو إقامة معارض فنية متنوعة ولدينا جمهور شبابي عريض أردنا أن نقدم له خدمة متابعة الحدث العالمي فالرياضة بالنسبة لنا تستحق الاهتمام بالقدر الذي تستحقه الثقافة فالأولى لا تتعارض مع الثانية إطلاقا”.

23وتابعت “إننا وجدنا أنه من الجيد اجتذاب جمهور إضافي للمقهى واعتبرنا أنها فرصة لتسويق اسمنا ضمن أوساط الشباب على اختلاف توجهاتهم أي أننا وجدنا في الموضوع دعاية للمكان وإرضاء لرغبات الزبائن القدماء والجدد في الوقت عينه”.
يكتظ المكان بالمشجعين منذ الساعة السابعة مساء موعد انطلاق المباريات التي تستمر لما بعد منتصف الليل حيث أشارت غادة إلى أن الحجز المسبق ضروري لتأمين مكان مناسب نظرا للإقبال الشديد للحضور لافتة إلى تجهيز المكان بالشاشات المطلوبة والجلسات المريحة وأن الفترة الصباحية ما زالت تستقبل الطلبة
الباحثين عن جو مريح للدراسة.
من جهته لفت موسى بكور طالب جامعي ويعمل ضمن مقهى “تاء مربوطة” إلى الأجواء الحماسية التي تعم المكان كل ليلة منذ بداية المونديال، مبينا أن الشباب من أبرز الحاضرين بشكل عام وهم من الذكور والإناث.
ويقول “من المؤكد أن ضغط العمل يكون كبيرا في هذه الفترة لكن الجميع متعاون معنا وهناك متعة في التعاطي مع شريحة الشباب الذين تدور بينهم نقاشات كبيرة حول الموضوع ولاحظنا أن هناك العديد من المقاهي وضعت برامج خاصة لمرتاديها في فترة المونديال بما يمكنها من منافسة المقاهي الأخرى التي يسعى كل
منها لاجتذاب أكبر عدد من الشباب”.
وأوضح مراد بيرقدار طالب هندسة حاسوب أنه فضل متابعة المباريات مع أصدقائه في المقهى لأنه المكان الأفضل للمشاهدة بحرية وحماس بعيدا عن رقابة الأهل وملاحظاتهم عن جدوى متابعة الحدث من عدمه.
ويقول “أحب أن أتابع جميع المباريات لكن أحيانا أهمل بعضها نظرا لعدم أهميتها أو وجود فرق لا أحبها لكنني متابع جيد ومهتم بتحليل المباريات التي أحضرها بشغف مع أصدقائي رغم أننا نقدم امتحاناتنا الجامعية لكننا قررنا المجازفة هذه المرة واخترنا المقاهي كأفضل مكان متاح لأن متابعتها في المنزل ستكون باهظة
الكلفة على اعتبار انها مشفرة وتتطلب تقنيات مكلفة لفك التشفير فالمونديال حدث شيق لا يتكرر كل يوم”.
بدورها أشارت لمى عربي كاتبي طالبة أدب انكليزي إلى الحضور الأنثوي الطاغي أثناء المباريات مما ينفي فكرة ان كرة القدم من اختصاص الذكور فقط، لافتة إلى أن “الفتيات يتحمسن بشكل خاص للفريقين الإيطالي والإسباني وتتوزع اهتماماتهن لأمور أخرى تتجاوز وسامة اللاعبين”.
وتضيف “من المفيد أن نتابع كل ما يحصل حولنا ونخرج قليلا من جو الأزمة التي تمر بها بلادنا والمونديال الحالي جدير بالمتابعة نظرا لكون المباريات تحمل الكثير من المفاجآت ولاسيما فرق الدول الفقيرة كما أن وجود فريق عربي يزيد الأمور حماسة وفي حال تجولنا في أنحاء المدينة نجد أن المقاهي على اختلاف مستوياتها قررت نقل مجريات المباريات مما أعطى فرصة للجميع للحضور على اختلاف قدراتهم المادية”.
وتابعت “إن الحضور الأنثوي في هذه الأماكن أضفى عليها نكهة خاصة وسحرا متميزا فترى المنافسة على أشدها بين الحاضرين وأحيانا تحصل مواقف طريفة في حال خسارة أحد الفرق التي يشجعها بعض الحضور يضفي على الجو مرحا مميزا وهو أكثر ما يحتاجه السوريون الآن بمختلف شرائحهم”.
ياسمين كروم