S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
موسكو-سانا
أكد مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الاطلسي الكسندر غروشكو أن حلف الناتو يعزز تواجده في شرق أوروبا وينفذ مناورات بمشاركة الطيران الاستراتيجي الأمريكي رغم ان الوثيقة الاساسية لمجلس روسيا/الناتو لعام 1997 تنص على تعهد الحلف بعدم نشر أي قوات قتالية اضافية كبيرة بشكل دائم داخل أراضي دول أوروبا الشرقية.
وفي حديث لصحيفة كوميرسانت اليومية الروسية قال غروشكو..”إن حلف شمال الاطلسي تعهد أيضا وفقا للوثيقة المذكورة بعدم نشر اي سلاح نووي او اي بنى تحتية خاصة به لكن وعلى الرغم من ذلك نحن نرى اليوم ان الحلف يعزز بشكل كبير تواجده عند حدوده الشرقية وينشر هناك الطيران القتالي “.
وأشار غروشكو إلى أن دول الحلف تزيد فعالياتها الحربية في بحر البلطيق والبحر الاسود ويقوم الحلف بتنفيذ مناورات وفقا لسيناريو يمثل من حيث الجوهر “التصدي لعدوان من الشرق” ولأجل ذلك تقوم الولايات المتحدة بنقل المعدات العسكرية الثقيلة إلى اوروبا وتستخدم طيرانها الاستراتيجي كما يجري نقل قوات اضافية على طول الحدود مع روسيا وفقا لقرارات قمة الناتو.
وشدد غروشكو ردا على محاولة تبرير هذه الاجراءات وتصنيفها في اطار” عملية تبديل للقوات وليس نشرا دائما لها “على أن التعبيرين متطابقين ولا فرق بينهما وهذا فقط تلاعب بالكلمات والعبارات لا أكثر موضحا أن عملية المبادلة تترافق بتعزيزها بالقوات الاضافية المستخدمة في المناورات التي تجري عمليا بشكل مستمر.
ولفت غروشكو إلى أن حلف الناتو قام مع الدول الاعضاء فيه في العام الجاري بتنظيم نحو 200 مناورة وتدريب وانه يعلن كل يومين عن تنفيذ مناورات جديدة بالاضافة إلى توظيفه الملايين الكثيرة في تطوير البنى التحتية العسكرية في دول وسط وشرق أوروبا بما في ذلك اطالة مدرجات الاقلاع والهبوط في المطارات العسكرية وبناء مستودعات اضافية وتنفيذ فعالية أخرى ضرورية “وفقا لقول الحلف”.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو لم تتلق حتى الان الرد على المقترحات المفصلة التي قدمتها بخصوص صياغة وتحديد معايير مفهوم القوات القتالية الكبيرة مضيفا ” أنه في هذه الظروف نحن سنقرر كم هي كبيرة وجوهرية قواعد الدفاع المضاد للصواريخ التي تقام في بولندا ورومانيا ومدى تأثيرها على الامن العسكري”.
وكان غروشكو أكد أنه من الصعب على حلف شمال الاطلسى الصمود في مواجهة التحديات العالمية الحالية دون مساعدة روسيا مبينا أن موسكو لم ترفض ابدا التعاون مع الحلف ولم تتخذ قرارا لوقف مشاريع التعاون العملى ضمن أطر مجلس روسيا /الناتو.
يذكر أن دول الحلف البالغ عددها 28 دولة قررت في نهاية آذار الماضي تعليق التعاون العملي بين الحلف وروسيا رداً على ضم شبه جزيرة القرم وأدى هذا الإجراء إلى حرمان المندوبين الروس من امتيازات في الدخول إلى مقر الحلف الأطلسي باستثناء أربعة منهم بينهم غروشكو.
