دمشق-سانا
تضمن العدد الجديد من جريدة الأسبوع الأدبي عددا من القصائد الشعرية الموزونة والنصوص النثرية والقصص القصيرة إضافة إلى دراسات أدبية ولقاءات مع بعض الباحثين والمفكرين ومقالات في السياسة والأدب.
وفي كلمته الأولى كتب الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في مقاله الذي جاء بعنوان “العنف في زمن الربيع العربي” أن من المستغرب على كل متابع لأحداث ما سمي بالربيع العربي منذ اندلاع مصائبه في تونس آواخر عام 2010 أنه ربيع ارتبط بالعنف بكل صيغه وأشكاله من أجل السيطرة على السلطة ولم تعرف الدول التي ضربها هذا الربيع حتى اللحظة أي نوع من الهدوء والراحة والاطمئنان.
وأضاف كنا نعتقد أن بعض حكومات الدول العربية الغنية التي أبطرها المال ستعمد إلى اتباع سياسة دبلوماسية هادئة لضبط جماح الاشكالات الاجتماعية والسياسية المرتبطة بالإسلام السياسي بيد أن الأمر جرى خلاف منطق التاريخ الموضوعي وعكس التطور الطبيعي للأشياء حين ساندت هذه الحكومات بعض الحركات السياسية المتاسلمة التي أذكت روح الفرقة المذهبية.
وفي مقاله الذي جاء بعنوان “العدو الواحد والأخوة الأعداء” رأى رئيس التحرير الدكتور نزار بني المرجة أن واقع الحال اليوم في الأقطار العربية قابل للتعبير عنه باختصار أننا أمام عدو واضح ليس من الصعب أن يتبينه أي شخص عاقل أو كل ذي بصر وبصيرة بعد كل ما جرى من اندلاع نيران ما سمي بالربيع العربي.
وتابع بني المرجة بات العرب وبعد أربع سنوات عمليا بعيدين عن مواجهة العدو الصهيوني ليخلد هذا العدو إلى الراحة والاطمئنان لأن العرب يذبحون ويقتلون بعضهم بعضا ويدمرون بلدانهم ويخربون مؤسساتها ويقوضون مكونات دولهم عن جهل أو حماقة أو عمالة.
وفي العدد تغطيات لأنشطة مختلفة مثل نشاطات مجموعة الأمل لأطفال فلسطين وأنشطة بيت الحكمة التي كرمت مجموعة من الإعلاميين والأدباء وحوار مع الباحث والأديب محمد مروان مراد حول تاريخ دمشق وتوثيق تحولاتها الإبداعية والحضارية.
أما في مقال حسان عطوان الذي جاء بعنوان “قصائد أخيرة” يرى أنه ليس من مهمة الشعر أن يفسر أو يبرر الواقع لكنه يهب حالة مدهشة وإبداعية للإنسان وأن يبني الواقع من جديد فلا يقنع بما هو كائن ومتحقق بل يتطلب ما يكون أو يتطلع إلى ما سيكون.
وعن الشاعر المهجري الراحل نصر سمعان بين الباحث محمد غازي التدمري أن الشاعر سمعان برغم أنه لا يمتلك من العلم إلا الشىء اليسير وعلى الرغم من الفقر والحرمان اللذين عانى منهما في المهجر فقد نبغ في الشعر ولمع اسمه بين أكبر شعراء الوطنية في المهجر الجنوبي كما كان خطيب الأندية والمحافل لسنوات عدة بيد أن شهرته الأدبية ونبوغه قد لازمهما إخفاق دائم في الحياة العملية والمادية.
وجاء في العدد مجموعة متباينة ومتفاوتة في المستوى الإبداعي من الشعر والقصة القصيرة منها ما حافظ على مقومات الأدب والشعر ومنها ما جاء نثرا بسيطا تهدف الجريدة من نشره إلى تشجيع المواهب الشابة والتي تسير في أول الطريق.
كما احتوى العدد على بعض أخبار الأدباء مثل وفاة الأديب البحريني عبد الله خليفة ونشاطات فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب إضافة إلى خبر حصول سورية على جائزة إنقاذ التراث الثقافي التي استلمها الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف.
ميس العاني