الشريط الإخباري

اللعب لدى الأطفال يؤثر في نموهم العقلي وبناء شخصيتهم

السويداء-سانا

يمثل اللعب عند الأطفال سلوكا يقومون به دون غاية عملية مسبقة وأحد الأساليب المهمة التي يعبرون به عن نفسهم ويفهمون عبره العالم من حولهم إضافة لكونه نشاطا تلقائيا أكثر إثارة لاهتماماتهم بما يحيط بهم.

وللعب وفق المدرب المحترف بالبرمجة اللغوية العصبية الدكتور وسيم أبوجهجاه أهمية للنمو الجسمي والحركي والحسي عند الأطفال مثل تعليمهم الكثير من المهارات الحركية كالقفز والجري وتنسيق الحركات وتنظيمها والقدرة على حفظ التوازن وتنمية مفهوم الذات لديهم.1

ويشير أبو جهجاه إلى أن للعب  تأثير مهم في النمو العقلي عند الأطفال من خلال توفير فرص الابتكار والتشكيل وتنمية الإدراك الحسي والقدرة على التذكر والربط وتقوية الملاحظة لديهم وزيادة معلوماتهم عن الناس والأشياء وتدريبهم على التركيز والانتباه.

ويلفت المختص بالبرمجة اللغوية العصبية إلى دور اللعب في عملية النمو الاجتماعي من خلال معرفة عادا ت وتقاليد المجتمع وتعليم الأطفال القيم الاجتماعية التعاون -الحب -العطاء- التسامح ومعرفة الآخرين وتقبلهم إضافة إلى تعليمهم مهارات التواصل الاجتماعي وتقبل الخسارة بروح رياضية.

ويرى أبو جهجاه أن  اللعب يسهم في النمو الانفعالي لدى الأطفال من خلال التخفيف من الانفعالات الضارة وتعويض الأطفال عن الحرمان الذي يعانونه في الواقع وتنمية التعبير عن حاجاتهم النفسية وإشباعها والثقة بالنفس ورفع الروح المعنوية لديهم وتنمية الميول والاتجاهات والهوايات وإشعارهم بالمتعة والبهجة والمساهمة في علاج عدد من الاضطرابات الانفعالية عندهم كالخوف.2

ويوضح أخصائي البرمجة أنه يمكن توظيف اللعب في التعلم واستثماره كوسيلة تعليمية لتعريف الأطفال بالمفاهيم و مساعدتهم في إدراك معاني الأشياء إضافة لإمكانية الاستفادة منه كأداة تربوية تساعد في إحداث تفاعل الأطفال مع عناصر البيئة وكذلك في نمو الذاكرة والإدراك والتخيل لديهم فضلا عن كونه طريقة علاجية  يلجأ إليها المربون لمساعدة الأطفال في حل بعض المشكلات والاضطرابات السلوكية وخاصة فيما يخص الثقة والقدرات.

ويؤكد أبو جهجاه ضرورة مراعاة  جملة من الشروط  عند اختيار الألعاب منها أن تكون لها أهداف تربوية وبنفس الوقت مثيرة وذات ألوان زاهية تجذب انتباه الأطفال وسهلة وواضحة وتتناسب مع أعمارهم  ومن  ضمن بيئتهم  وتراعي حالتهم الصحية والنفسية عند اللعب.

وينصح أخصائي البرمجة بتحديد الوقت والمكان الملائمين للعب وعدم القيام به أثناء تناول الأطفال للوجبات الأساسية داعيا الأهل للعب مع أطفالهم والنزول لمستواهم وتقمص شخصيتهم وتشجيعهم الدائم والاعتذار منهم عند ارتكابهم لخطأ ما بحقهم وعدم التمييز بين الأولاد والصبر عليهم.3

بدوره يبين المرشد الاجتماعي أنس  الصفدي أن للعب لدى الأطفال دورا في بناء شخصيتهم وانخراطهم وتكيفهم مع وسطهم الاجتماعي بالشكل السليم لافتا إلى وجود عدة أنواع لألعاب الأطفال تتضمن التلقائية والتمثيلية والتركيبية والفنية والترويحية والرياضية والثقافية.

ويذكر المرشد الصفدي أن للعب خصوصيته في كل مرحلة عمرية موضحا أن الطفل في عمر 6 سنوات يستنفذ من خلاله طاقة كبيرة في الركض والقفز والتسلق ويعتمد في ذلك على ما تثيره المشاهد من حوله والناس وإدراكه القوي لما يحيط به مع حاجته للحصول على الاعتراف الاجتماعي به وإلى شخص راشد يضمن حمايته وعدم تهديده جسديا ونفسيا من قبل زملائه لافتاً إلى أن ما يميز ألعابه في هذه المرحلة أنها لا تميل للتعاون أو المنافسة لكونه يحب أن يعطى الحرية الكاملة في اللعب والرسم  وقص الحكايات.4

ويلفت الصفدي إلى أن الطفل في عمر ثمان سنوات  يميل إلى اكتشاف كل جديد وحل الألغاز التي يكون بعضها عمليات حسابية مع ميله أيضا للتمثيل وسماع القصص وروايتها على الوالدين اللذين يجب عليهما الانتباه للنشاطات الترويحية بالنسبة لطفلهم.

ويرى الصفدي أن مرحلة اللعب المخطط عند الأطفال تبدأ من عمر 9 إلى 12 سنة حيث يبدؤون باللعب الإيهامي وتمثيل الأدوار ويؤدي الخيال لديهم وظيفية نفسية إيجابية تتصل بالتغيير والإبداع و يميلون في هذه المرحلة العمرية إلى ما يعرف بالألعاب الإجرائية كالألعاب الشعبية وأعمال الحياكة التي تساعدهم على تكوين التفكير المنطقي والنزوح نحو العقلانية بالتفكير.

عمر الطويل