الفنان التشكيلي وحيد مغاربة.. تجربة بين التراث والحداثة

دمشق-سانا

اتجهت تجربة الفنان التشكيلي ابن حلب الشهباء وحيد مغاربة منذ 59 عاما من معين التراث نحو عوالم الحداثة مستمدا موضوع لوحاته من الأسواق الشعبية وملامح العمارة المحلية وتراث مصوري المنمنمات.

الفنان وحيد مغاربة المولود سنة 1942 حمل علوم الشرق إلى الغرب ومزج بين ألوانها وأنتج ألوانا صافية وممتعة وتقاربت أفكاره من التيارات التي نشأ بها واندمج فيما بعد ضمن اكاديمية روما للفنون الجميلة التي كانت مركزا لكل أنواع التطور الفني.

الفنان مغاربة أحد المكرمين الستة في احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري 2018 ودرس الفن التشكيلي دراسة خاصة ليحصل عام 1978 على إجازة في التصوير من أكاديمية روما مكونا تجربة فنية استطاع أن يجمع فيها بين براعة التكوين وروعة التلوين إلى جانب الأصالة المستمدة من الموروث المحلي.

سمات الأصالة المتجلية في التصوير العربي التي حملها مغاربة استخدم فيها أسلوبا معاصرا موازيا للغة التشكيلية العالمية فأقام أكثر من 20 معرضا فرديا في سورية ولبنان وإيطاليا إضافة لمشاركاته في العشرات من المعارض الجماعية داخل البلاد وخارجها منذ عام 1960.

أعمال الفنان مغاربة تخرج من نفسه ومن ألوانه ليلاحظ عاشق الفن التشكيلي ان المقدس عنده ما يمس الحالة الشعبية .. والحالة الفطرية لديه كل ما هو حضاري لتتراكم بذلك أيقوناته وتشكل كلا واحدا في تكوين يرتقي بالحالة التشكيلية الى تمجيد الحياة والتطلع نحو الأفضل.

وفي تصريح لـ سانا قال الفنان المعلم وحيد مغاربة: “التكريم كان مفاجأة جميلة بالنسبة لي وهو انعكاس للاهتمام والحفاوة بما قدمته طوال السنوات الماضية لأكون جزءا من المكرمين في احتفالية الفن التشكيلي السوري” لافتا إلى أن الحركة التشكيلية خلال الحرب على سورية تمتعت بوجود طاقات مهمة داعيا لتخصيص مكان يعرض اللوحات التشكيلية لتبقى بمتناول الأجيال.

وكان الفنان مغاربة أعد رسوم كتاب “تاريخ الطب عند العرب” الصادر في باريس كما ساهم في الرسوم التوضيحية العلمية لمجلتين كانتا تصدران في لندن كما كتب عنه العديد من النقاد وتناولت أعماله الكثير من الصحف في سورية ولبنان والخليج العربي وأوروبا.

وأعماله الفنان مغاربة مقتناة من قبل وزارة الثقافة في المتحفين الوطنيين بحلب ودمشق وضمن مجموعات خاصة.

رشا محفوض