شرق الفرات وأحلام أردوغان- صحيفة تشرين

مؤشرات التعاون بين النظام التركي والإدارة الأمريكية حول قضايا إقليمية متعددة الأوجه والمسارات وعلى رأسها دعم «إسرائيل» وإقامة قواعد أمريكية- إسرائيلية كبيرة في الأناضول دعماً لهذا الكيان الغاصب، إضافة للتعاون الاقتصادي والاستخباراتي والعسكري، كان آخر فصولها في قصة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

العدوان التركي الوشيك على مناطق في شرق الفرات ومنبج لن يكون التعاون الأخير بين الجانبين ولاسيما أن أهداف الطرفين مشتركة في عرقلة الجهود الروسية- الإيرانية لحل الأزمة في سورية وإعادة ما تبقى من الأراضي السورية التي تقع تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية إلى السيادة السورية.

أردوغان أعلن أنه لن يستهدف القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة خلال عمليته ضد ميليشيات «قسد» التي سماها إرهابية وحاول خلال الفترة الماضية إيجاد الأعذار من تهديد للأمن التركي وخطر وجود إرهابيين على الحدود الجنوبية لتركيا، وذلك لاستباحة تلك المنطقة واحتلالها لاسيما أن الظرف الدولي مناسب للهوس التركي التوسعي في أراضي الدول المجاورة.

القوات الأمريكية أيضاً التي تدعم ميليشيات «قسد» بهدف إقامة كيان غير شرعي شرق الفرات لضرب استقلال وسيادة سورية استقدمت عناصر من خارج المنطقة لدعم هذا التوجه الاستعماري ورغم أنها تدعم الاثنين، فإن واشنطن افتعلت المشكلات بين «قسد» وتنظيم «داعش» الإرهابي كي تبقى ذريعة وجودها حاضرة وهي مزاعم «محاربة» الإرهاب.

خطط أردوغان تشي بنياته المبيتة تجاه التوسع جنوباً، مستنداً إلى أوهامه فهو يعتبر حلب والموصل أهدافاً توسعية «لسلطنته» المفترضة وقد خدمه تواطؤ ميليشيات «قسد» وتعاونها مع المحتل الأمريكي خدمة للمشروع الصهيوني في إقامة كيانات وكنتونات عرقية موازية للكيان الصهيوني القائم على أساس ديني لأن «إسرائيل» تريد أن تكون كياناً يهودياً خالصاً، أي إفراغ كل فلسطين المحتلة من الفلسطينيين.

الموقف الروسي- الإيراني الداعم للدولة السورية في استعادة أراضيها يعطي أردوغان الوقت الكافي للتفكير فيما يفعله وتبقى الإرادة السورية والقرار السوري المستقل في استعادة السيادة على كل شبر من الأراضي السورية فوق كل اعتبار.

بقلم.. جمال ظريفة

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …