الشريط الإخباري

خبراء: التمييز بين الفطور السامة والصالحة للأكل يحتاج إلى دقة كبيرة

اللاذقية-سانا

تنتشر الفطور البرية في مختلف أرجاء المنطقة الساحلية سهولها وجبالها وهي ذات أنواع كثيرة وألوان زاهية ولكنها للأسف سامة وبعضها شديد السمية لدرجة قد تودي بحياة الشخص المصاب ويكثر انتشارها في الأماكن الرطبة المظلمة الغنية بالمواد العضوية.

الدكتور قصي الرحية من البحوث العلمية الزراعية بين في تصريح لمراسلة سانا أن فصل الشتاء هو الوقت المثالي لنمو مختلف أنواع الفطر مع البيئة العضوية المناسبة والتهوية والإضاءة القليلة وهناك تشابه كبير بين أنواعه من حيث الشكل والرائحة والخواص الفيزيائية بالنسبة للأشخاص العاديين وذوي الخبرة المتوسطة ولذلك ينصح بعدم التعامل معها ولا حتى باللمس لأن بعضها عالي السمية.

ويوضح الرحية أنه تتواجد أنواع فطر صالحة للأكل يتناولها الشخص ويشعر بلذة طعمها إلا أنه قد يجمع في مرة أخرى فطورا مشابهة يعتقد أنها نفس ما تم تناوله في السابق ولكن للأسف تكون سامة وتودي بحياته لذلك ينصح بعدم المجازفة وادعاء المعرفة بتلك الفطور بل اللجوء إلى الفطر الزراعي المتواجد بكثرة في الأسواق مثل الفطر المحاري وعيش الغراب.

بدوره المهندس محسن صقر من المؤسسة العامة لإكثار البذار يشير إلى أن أغلب أنواع الفطر البري المنتشرة في المنطقة الساحلية سواء في السهل أو الجبل فطر سام باستثناء أنواع قليلة جدا صالحة للأكل لافتا إلى أن ما يميز الفطر السام هو اللون الزاهي المنقط ما بين الأحمر والأصفر والبني والأسود والأبيض.

ويؤكد صقر على الدور الكبير للخبرة في التمييز بين الأنواع السامة من غيرها من خلال الرائحة المميزة التي لا يستطيع تمييزها إلا ذوو الخبرة الطويلة في التعامل مع الفطور البرية إضافة إلى اللون حيث تكون أغلب الأنواع الصالحة للأكل ذات لون أبيض يميل للاسمرار مع تزايد شدة الضوء مع الإشارة إلى أنه عند فصل القبعة عن الساق وانتظار ثوان إذا خرجت مادة لزجة فإن الفطر سام مشيرا إلى أن الطريقة الأكثر شعبية والتي ثبت فعاليتها وجدواها هي رش الملح على الفطر فإذا تحول لونه إلى الأسمر فهو صالح للأكل أما إذا تحول لونه للأصفر فهو سام.

فيما يحذر الدكتور لؤي سعيد رئيس المشفى الوطني باللاذقية من أن درجة السمية في بعض أنواع الفطر تصل إلى حد الموت إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الاسعافية المناسبة لإخراج السم من جوف المصاب خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الساعات القليلة وذلك عبر السحب الفعال للمادة السامة من خلال إعطاء المريض محرضات الإقياء الشديدة بسرعة بهدف منع امتصاص المادة السامة من المعدة والأمعاء.

ويوضح الدكتورسعيد أن أعراض الإصابة بالتسمم بالفطر تتلخص كأي حالة تسمم اخرى بألم بطني شديد قد يترافق مع إسهال مختلف الشدة ولكنه لا يستجيب للإسعافات العادية بل يتطلب معاملة خاصة وقد يتطور إلى قصور كلوي حاد مع تنخر كبدي ثم تلف كبدي كامل يؤدي إلى الموت خلال يومين حسب الكمية التي تم تناولها و حسب السرعة في تلقي المضاد المناسب مضيفا إنه غالبا ما يستقبل المشفى حالتين إلى ثلاث حالات تسمم سنويا ولكن هذا العام لم يتم وصول أي حالة حتى الآن.

واعتادت السيدة عزيزة أحمد كالعديد من الأهالي جمع الفطر من الجبال وتقول: ننتظر فصل الشتاء فهو موسم ظهور الفطر الذي اعتدنا على جمعه من على جذوع الأشجار فما أن تبرق السماء وترعد ويتساقط المطر عدة مرات متلاحقة حتى تظهر براعم الفطر لافتة إلى أن التمييز بين الفطر السام والصالح للأكل يحتاج خبرة طويلة ودقة كبيرة.

ثناء شحرور