لندن-سانا
حذر علماء من الولايات المتحدة وبلجيكا وهولندا من أن الغطاء الجليدي في غرينلاند يذوب بوتيرة أسرع مما كان يعتقد من قبل وأن الاحتباس الحراري سيسرع بذوبان الجليد ويسهم في زيادة مناسيب البحار.
وذكرت رويترز أن العلماء حللوا في ورقة بحثية نشرت بدورية (نيتشر) الطبقات الذائبة في قلب الجليد بغرب غرينلاند لوضع سجل يمتد إلى 350 عاما حيث اكتشفوا أن درجة ذوبان غطاء غرينلاند الجليدي (استثنائية) على مدار الثلاثمئة والخمسين عاما الأخيرة على الأقل وأن استمرار زيادة المتوسط العالمي لدرجات الحرارة سيسرع بالذوبان وسيسهم في زيادة مناسيب مياه البحار.
من جهتها قالت سارة داس المشاركة في إعداد التقرير والباحثة بمعهد وودز هول لعلوم المحيطات في الولايات المتحدة في بيان: “نشهد بالفعل مستويات لم يسبق لها مثيل من ذوبان الغطاء الجليدي وارتفاع منسوب المياه في غرينلاند أكثر من القرون القليلة الماضية والألفية الماضية على الأرجح في تأثير مباشر لارتفاع درجة حرارة الأرض منذ حقبة ما قبل الثورة الصناعية”.
ويهدد ارتفاع منسوب مياه البحار المدن المنخفضة والجزر والصناعات في أنحاء العالم وتتفاوت بصورة كبيرة التوقعات بمدى ارتفاع الزيادة وقرب حدوثها لأسباب من بينها أن العلماء لم يحددوا بعد إلى أي مدى يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى ذوبان الأغطية الجليدية.
وتقول إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن من المعتقد أن ذوبان الجليد في غرينلاند التي يوجد بها ثاني أكبر كتلة جليدية بعد القارة القطبية الجنوبية سيضيف 8ر0 ملليمتر من المياه إلى مناسيب المحيطات العالمية سنويا وهو ما يزيد على أي منطقة أخرى.
وبدأت وتيرة ذوبان الغطاء الجليدي في الزيادة بعد قليل من العقد الأول من القرن التاسع عشر وكان نطاق ذوبان السطح أكثر اتساعا في 2012 من أي وقت في الثلاثمئة والخمسين عاما الماضية بينما كان الذوبان أكثر استمرارا وشدة في الفترة من 2004 و2013 من أي عشر سنوات أخرى مسجلة.
وتنظر الجزر المدارية المنخفضة من المالديف إلى توفالو للغطاء الجليدي الذي يبلغ سمكه ثلاثة آلاف متر في جرينلاند بعين الحذر إذ يحوي من الجليد ما يكفي لزيادة مناسيب البحار في العالم بنحو سبعة أمتار إذا ذاب كله على مدار قرون عدة.