الشريط الإخباري

الجراح الغائرة في جسد الأسيرة إسراء الجعابيص لم تنل من صمودها

القدس المحتلة-سانا

سبع وخمسون أسيرة فلسطينية يقبعن داخل معتقل الدامون الإسرائيلي يمارس الاحتلال بحقهن كل صنوف التعذيب الجسدي والنفسي لكنهن صامدات بمواجهة المحتل وجرائمه ومن بين قصص الصمود هناك حكاية الأسيرة إسراء الجعابيص.

الجعابيص ورغم الجراح الغائرة والحروق التي غطت أكثر من نصف جسدها جراء انفجار وقع بسيارتها شرق القدس المحتلة في تشرين الأول عام 2015 لتقوم قوات الاحتلال بعدها باعتقالها إلا أن حروق الجسد والأمراض والتشوهات لم تنل من عزيمتها في الصمود كما كل الفلسطينيين المتشبثين بأرضهم بمواجهة احتلال يمارس كل أنواع الظلم ضدهم.

وأوضحت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة لمراسل سانا أن الأسيرة الجعابيص التي حكم الاحتلال عليها بالسجن 11 عاماً تعاني من حروق في جسدها تتجاوز 60 بالمئة كما أن وجهها فيه تشوهات نتيجة الحروق وهي بحاجة عاجلة لإجراء ثماني عمليات جراحية لإنقاذ حياتها لافتة إلى أن لدى الجعابيص طفلا يبلغ من العمر 11 عاماً لم يسمح لها الاحتلال برؤيته منذ ثلاثة أعوام سوى مرة واحدة.

وأشارت أبو دقة إلى أن الحركات النسوية الفلسطينية التي أطلقت قبل أيام حملة للتضامن مع الأسيرة الجعابيص تستعد لإطلاق حملة دولية تشارك فيها الاتحادات النسوية في عدة دول للمطالبة بإنقاذ حياة الجعابيص من الموت والضغط على الاحتلال من أجل تقديم العلاج اللازم لها لا تركها تعاني من حروقها الشديدة.

ودعت أبو دقة كل الضمائر الحية للتحرك لإنقاذ حياة الأسيرة الجعابيص بعد أن رفض الاحتلال نقلها من المعتقل إلى المشفى في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

من جهته بين المتحدث باسم مؤسسة (مهجة القدس) طارق شلوف أن الأسيرة الجعابيص مثال على الظلم الذي يقع على الأسيرات والأسرى داخل معتقلات الاحتلال فهذه الأسيرة فقدت أصابع يديها وتعاني من حروق وتقرحات في جسدها وهذا المحتل يمنع عنها العلاج والدواء في ظل صمت المجتمع الدولي عن ذلك وعن جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

وأشار شلوف إلى أن الأسيرة الجعابيص تحتاج لفصل ما تبقى من أصابع يديها والملتصقة ببعضها البعض فقد ذابت عقد الأصابع ولم تبق إلا عقدة واحدة في أصابعها الثلاثة المتبقية نتيجة الحروق الشديدة التي أصيبت بها ولم تعد تستطيع رفع يديها بفعل الحروق في جسدها.

وأكد شلوف أن الأسيرة الجعابيص تمتلك إرادة صمود عالية على الرغم من إجراءات الاحتلال بحقها والذي يمنع إدخال الأغطية والملابس الخاصة بالحروق لها لافتاً إلى أن الاحتلال رفض إدخال طبيب خاص لإنقاذ حياة إسراء من الموت وبقيت تتألم لكن ذلك لم ينل من عزيمتها.

والأسيرة الجعابيص من مواليد القدس المحتلة وتبلغ من العمر 32 عاماً وهي متزوجة وقد أصدر الاحتلال أمراً بمنع زيارة طفلها لها نهائياً داخل المعتقل في انتهاك سافر للمواثيق الدولية التي تؤكد على حماية المدنيين تحت الاحتلال.

وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية المجتمع الدولي مرارا بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها بحق الأسيرات الفلسطينيات والتي تخالف القوانين والانظمة الدولية التي تنص على حماية حقوق الاسيرة الفلسطينية وخاصة قرار مجلس الأمن 1325 بشأن معاملة النساء والفتيات أثناء الاستجواب والاحتجاز وحياتهن داخل المعتقلات.