S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حماة-سانا
قصتا نجاح جسدهما معوقان من محافظة حماة وكانا مثالا يحتذى به بعد الاستثمار الأمثل لطاقاتهما الجسدية والعقلية الأمر الذي جعلهما محط أنظار المجتمع وتقديره واحترامه.
سانا رصدت هاتين القصتين وكانت حكاية النجاح الأولى تمثلها ميس درويش وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة “فاقدة بصر جزئيا” وحاصلة على الإجازة الجامعية في اختصاص اللغة العربية من جامعة حماة.
وتروي ميس لمراسل سانا أنه رغم معاناتها فقدان حاسة البصر بنسبة 90 بالمئة إلا أن إرادتها دفعتها لمتابعة التحصيل العلمي ونيل الشهادة الثانوية العامة ومن ثم الحصول على الشهادة الجامعية في اللغة العربية.
وأضافت ميس أن الدافع الأساسي لها في إثبات ذاتها وتطوير مهاراتها العلمية كان رغبتها وحرصها على تجاوز إعاقتها والمساهمة في بناء المجتمع كباقي الأشخاص السليمين لافتة إلى أنها تعمل حاليا مدرسة في جمعية المكفوفين والصم والبكم التي تعلمت فيها بمرحلة الطفولة مؤكدة أنها مدينة لهذه الجمعية باعتبارها الجهة الأولى التي احتضنتها ورعتها ودعمت موهبتها.
ونوه الدكتور محمد زياد سلطان رئيس جامعة حماة في تصريح لمراسل سانا بالإمكانات الشخصية لميس ومهاراتها اللغوية العالية وتمكنها من اللغة العربية وفصاحة لسانها بدليل تفوقها على كثير من زملائها أثناء الدراسة الجامعية رغم إعاقتها البصرية حيث كانت تعتمد على حاسة السمع في الدراسة والتحضير للامتحانات.
قصة نجاح أخرى يسردها محمد سامر أحمد البالغ من العمر 17 عاما والذي يعاني إعاقة دماغية حيث يقول أنه التحق بمركز التنمية المجتمعي التابع لمؤسسة اللاجئين الفلسطينيين “الانروا” الذي قام بتأهيله وتعليمه مهنة الخياطة والطباعة مشيراً إلى أنه يعمل حاليا في مطبعة ويتقاضى أجراً يعينه على تلبية احتياجاته ومتطلباته في الوقت الذي يواجه أقرانه غير المؤهلين ظروفا حياتية قاسية وصعبة جراء إعاقتهم التي جعلتهم عبئا ماديا واجتماعيا ونفسيا على أسرهم ومجتمعهم.
ودعا أحمد المجتمع إلى تغيير نظرته السلبية تجاه فئة ذوي الإعاقة والاقتراب أكثر منهم وفهم ظروفهم وإدراك طاقاتهم وإمكانياتهم الكبيرة ودعمهم لتطويرها ورعايتها وتبنيها.
عبدالله الشيخ
