باريس-سانا
واصل فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي الأقل شعبية في تاريخ الجمهورية الفرنسية وفق أحدث استطلاعات الرأي سياساته الداعمة للإرهاب في سورية مجددا دعوته إلى دعم الإرهابيين فيها متلطيا خلف مسمى “معارضة معتدلة” وذلك التزاما منه بسياسة سيده الأمريكي باراك أوباما الذي صنف الإرهاب بين “جيد يجب دعمه وسيء تجب محاربته”.
وقال هولاند في مؤتمر صحفي مع شريكه بدعم الإرهاب في سورية رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في باريس اليوم: “إننا تطرقنا إلى هذا الوضع مع أردوغان ونحن متأكدون من أن الفوز على تنظيم داعش لن يتحقق إلا إذا كان هناك تعاون وثيق وفعلي وذلك من خلال المعارضة المعتدلة والدعم الذي يقدم إليها ولذلك فكرنا في كيفية تأمين هذا الدعم في إطار التحالف الدولي”.
ويثير الموقف الفرنسي وفق متابعين تساؤلات حول جدية فرنسا والدول الغربية في محاربة التنظيمات الإرهابية في سورية حيث تعلن نيتها الحرب عليها من جهة بينما تواصل دعمها وتمويلها وتسليحها من جهة أخرى بزعم أنها “معارضة معتدلة” في موقف يعبر عن ازدواجية مفضوحة في المعايير بالتعامل مع الإرهاب.
وتأكيدا على وحدة الهدف بين داعمي الإرهاب في سورية ونزولا عند المطامع والأحلام العثمانية التي يحاول أردوغان إحياءها في المنطقة قال هولاند: “فكرنا في كيفية العمل مع تركيا من أجل إنشاء مناطق حظر طيران وتقديم الدعم والإمدادات إلى المعارضة المعتدلة في سورية”.
وادعى هولاند بأن فرنسا اعتمدت الموقف نفسه منذ البداية فيما يتعلق بالوضع في العراق وسورية وبأنها تريد أن تكون مكافحة تنظيم داعش الإرهابي “فعالة تشمل جميع الدول والأطراف المعنية وتريد أن يتم تحرير جميع الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في العراق”.
وقال هولاند: “إن الهدف واحد وهو مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب وضمان الاستقرار والسلم ولذلك علينا إطلاق صفارات الإنذار فالتهديد ليس فقط ضد عين العرب ولكن هناك مدنا أخرى في سورية والعراق تحت التهديد وعلى الأسرة الدولية بأكملها أن تتحرك من أجل مواجهة هذا الخطر”.
وأكدت عشرات التقارير الاستخبارية والإعلامية بما فيها الفرنسية دعم فرنسا للتنظيمات الإرهابية في سورية على مدى عمر الأزمة في سورية بالمال والسلاح كاشفة عن وجود عشرات الإرهابيين الفرنسيين يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها تنظيم “داعش”.
وفي سياق نفاقه السياسي والإعلامي ادعى رئيس النظام التركي أن مواقف بلاده وفرنسا مشتركة لجهة اعتبار تنظيم “داعش” إرهابيا.
وكانت وسائل إعلام تركية أكدت مرارا أن تنظيم “داعش” الإرهابي هو صنيعة تركية غربية وأن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تقدم كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” وبشكل علني وتؤمن لها الدعم اللوجستي وأماكن التدريب وتقدم السلاح لها.
وصب أردوغان جام غضبه على وسائل الإعلام التي فضحت دعمه المباشر لتنظيم داعش الإرهابي وقال: “إن وسائل الإعلام الدولية تصور تركيا على أنها دولة تدعم تنظيم الدولة الإسلامية وهذه الصورة مشوهة فتركيا لم تقدم أي دعم لهذا التنظيم .. وعلى وسائل الإعلام أن تعطي الوقائع الصحيحة والفعلية الإقرار”.
يشار إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي يتلقى مساعدات وتسهيلات كبيرة من حكومة حزب العدالة والتنمية التي حولت أراضي تركيا إلى مقر وممر لعبور التنظيمات الإرهابية إلى سورية وبإقرار العديد من المسؤولين ووسائل الإعلام التركية بأنها قدمت لهم الدعم العسكري والطبي الأمر الذي تسبب بمظاهرات عارمة في الشارع التركي التي قابلتها قوات أمن أردوغان بالقمع الوحشي الذي أسفر عن مقتل عشرات المتظاهرين.