الإقواء في الشعر العربي.. كتيب يوثق أخطاء في النحو والوزن لكبار الشعراء

دمشق-سانا

عرف العرب الشعر موزونا قبل أن يضع الخليل بن أحمد أوزانه وكان شعرهم فصيحا قبل أن يضع أبو الأسود الدؤلي قواعد النحو ثم فصل الخليل العروض على مقاس أشعارهم ووضع الدؤءلي القواعد على مجرى كلامهم وأما ما خرج من شعرهم عن الوزن والقواعد فهو خطأ أو ضرورة شعرية أو إقواء.

“الإقواء في الشعر العربي” كتيب للدكتور مزيد اسماعيل نعيم يفصل فيه أخطاء الشعر وزنا وقواعد منذ الجاهلية مرورا بالعصور الذهبية للشعر في العصرين الأموي والعباسي.

واختلف العلماء على معنى الإقواء كما ورد في الكتاب فمنهم من أرجعه لزحاف في موسيقا الشعر ومنهم من أرجعه لخطأ في النحو ومع ذلك فقد اعتبر ما وقع فيه الشعراء من أخطاء مقصودة أضرتهم عليها الموسيقا أو القافية ضرورات شعرية جائزة في الشعر ممنوعة في غيره وهذه الضرورات وان لم يتم حصرها في كتاب أو دراسة فهي معدودة من صرف الممنوع من الصرف وإطلاق القافية وزيادة حروف المد في بعض الكلمات لاستقامة الوزن وترخيم الأسماء في النداء وسواها.

ويبين نعيم كيف وقع معظم شعراء العصر الجاهلي في الإقواء على صعيد الوزن والإعراب فالنابغة الذبياني في معلقته التي تنتهي بحرف الروي الدال المكسورة يقول فيها “وبذاك خبرنا الغراب الأسود” ليجيء حرف الروي مضموما دون أن ينتبه الشاعر حيث يروي الكتاب أن النابغة لم يقتنع بخطئه حين حدثه بعضهم عنه حتى سمعه مغنى فلم يعد إلى ذلك ثانية.

كما يورد الإقواء في قصائد عمرو بن كلثوم وامرئ القيس وأبي ذؤيب الهذلي وسواهم من فحول الشعر الجاهلي ومن ذاك معلقة الحارث بن حلزة التي تنتهي بروي مضموم حيث قال فيها بيتا ينتهي بروي مكسور في قوله: “فملكنا بذلك الناس حتى.. ملك المنذر بن ماء السماء”.

كما وقع في الإقواء شعراء العصر الأموي كالفرزدق وعبد الله بن مسلم الهذلي ومن العصر العباسي كالبحتري واستمرت ظاهرة الاقواء ثم اضمحلت حتى لا نكاد نرى لها أثرا.

يقع الكتيب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 80 صفحة من القطع الصغير ويذكر ان مؤءلفه الدكتور مزيد اسماعيل نعيم له العديد من المؤلفات في البلاغة والنحو والصرف منها أساس البلاغة للزمخشري وتصريف الأفعال وعلم المعاني والنحو ومسائله.

بلال أحمد