الشريط الإخباري

خالد أبو خالد.. روح المقاومة والثورة تنبض بين أبيات الشعر

دمشق-سانا

بقصائده النارية التي لا تعرف المجاملة وصوته الجهوري وإلقائه المعبر استطاع الشاعر الفلسطيني خالد ابو خالد أن يحقق حضورا متميزاً في عالم الشعر العربي المعاصر ويصبح أحد أعلامه.

ولم يكن إبداع الشاعر ابو خالد إلا حصيلة سنوات عشق فيها الكلمة والحرف بدأها من بيئته الريفية في قرية سيلة الظهر بجنين في فلسطين المحتلة حيث عاش أفراح القرية وأحزانها وغنى مع الناس في الليالي ورافقهم إلى المقابر لزيارة الشهداء.

ولأن إبداعه اتسم بنكهة بطولية مقاومة استحق أن يكون من بين الشخصيات التي اختارتها وزارة الثقافة لتكريمها بمناسبة يوم الثقافة حيث اعتبر ابو خالد في تصريح لـ سانا هذا التكريم بالنسبة له هو تكريم لفلسطين الذي سيوصله بدوره إلى الشعب الفلسطيني وأرضه التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وهو أيضاً يعيد الاعتبار للأمة العربية لأن هناك وطناً مثل سورية يكرم مبدعيه ومثقفيه.

توجه الشاعر ابو خالد للأدب المقاوم نتيجة طبيعية لتأثره بوالده الشهيد محمد صالح الحمد أحد القساميين الخمسة الأوائل الذي تتحدث القرية عن بطولاته وإخلاصه للثورة حتى إنه كان يتخيل صورته.

وفي كلية النجاح الوطنية بنابلس تابع دراسته الإبتدائية حيث تلقى دروسه على يد الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود صاحب قصيدة “سأحمل روحي على راحتي” الشهيرة حيث اعتبر أبو خالد ابناً لها ثم ليصبح مثلاً بها بعد استشهاده في معركة الشجرة بمواجهة العصابات الصهيونية عام 1948 .

بعد النكبة تنقل ابو خالد بين سورية والأردن والكويت حيث عمل بمهن شتى بين معاون لسائق محراث زراعي وميكانيكي وسنترال ولكنه عندما اشترك في مسابقة للمذيعين بإذاعة الكويت فاز بالمرتبة الأولى كما عمل محرراً في مجلة الإذاعة ومساعد رسام فيها ثم ما لبث أن أصبح مسؤولاً للبرامج الثقافية في التلفزيون الكويتي بالإضافة إلى قيامه بإعداد وتقديم عدد من البرامج.

وعندما شارك أبو خالد بتأسيس تنظيمات فدائية فلسطينية تعرض للمضايقة وللاعتقال فغادر إلى سورية وهناك عمل في الإذاعة والتلفزيون بدمشق وتولى مسؤولية عدة أقسام ثم ما لبث أن استقال بعد نكسة حزيران عام 1967 والتحق بالثورة الفلسطينية وأصبح من كبار قادة العمليات بوجه الاحتلال كما انتخب عضواً في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين في مؤتمره التأسيسي.

أبو خالد الذي ينشط حالياً في المجال الأدبي له إسهامات كبيرة في الصفحات الثقافية والدوريات العربية الفلسطينية كما أنه عضو هيئة تحرير مجلة الكاتب الفلسطيني.

وكان لهذه المسيرة الحافلة اثر ظهر في غزارة انتاجه واقتصاره على القضية الفلسطينية وقضايا الأمة فقدم مجموعة من الأعمال الشعرية مثل (على الصليب و وسام على صدر الميليشيا وقصائد منقوشة على مسلة الأشرفية وتغريبة خالد أبو خالد وأغنية حب عربية إلى هانوي) بالإضافة لبعض الأعمال الأخرى والتي نشرت في مجلات عربية وهي.. مسرحية فتحي وتفصيل آخر من لوحة الصعود إلى العراق وتقاسيم عصرية على مكابدات المعري من قصيدة نداء الجنوب و قصيدة قال الفتى و معلقة غزة على أسوار القدس.

ميس العاني