الشريط الإخباري

الأوروبيون يوافقون على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (تقرير)

دمشق-سانا

بعد نحو 18 شهرا من المفاوضات المعقدة وافق قادة الدول الأوروبية اليوم على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسط ترحيب من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

القمة الأوروبية الاستثنائية التي عقدت في بروكسل واستمرت أقل من أربع ساعات انتهت بإعلان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم في تغريدة على تويتر بأن قادة الدول الأوروبية الـ 27 وافقوا على اتفاق الخروج والاعلان السياسي الذي يحدد شكل العلاقة المستقبلية بين لندن والاتحاد الأوروبي.

ماي استبقت من جهتها القرار الاوروبي برسالة إلى الشعب البريطاني قالت فيها: إن “اتفاق بريكست هو من أجل مستقبل أفضل يسمح للبريطانيين بانتهاز الفرص التي تنتظرهم” مناشدة اياهم دعم الاتفاق معللة ذلك بأنه أفضل ما يمكن التوصل إليه بين الطرفين وبأنه يحترم نتيجة الاستفتاء الشعبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ووصفت ماي الاتفاق بعد الموافقة عليه بانه” الوحيد الممكن” وقالت “إذا كان الناس يعتقدون أنه يمكن إجراء مزيد من المفاوضات فالأمر ليس على هذا النحو: إنه الاتفاق المطروح وهو أفضل اتفاق ممكن”.

وكان البريطانيون قد صوتوا في استفتاء تاريخي أجري في الثالث والعشرين من حزيران عام 2016 لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي وأيد نحو 52 بالمئة منهم هذا الخروج.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر خلال القمة في بروكسل أن بريكست يشكل دليلا على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى”إعادة تأسيس” وقال: إنها “لحظة حرجة للاتحاد الأوروبي .. ان هذا يكشف أن الاتحاد الأوروبي يعاني ضعفا لكنه قابل للتحسين” على حد تعبيره.

رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي قال من جانبه: “أعتقد أن تيريزا ماي بذلت جهودا كبيرة من أجل اتفاق جيد وبالنسبة للاتحاد الأوروبي إنها نتيجة مقبولة”.

ووصف رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر قبل الاجتماع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه “مأساة” ويوم حزين فيما اعتبر رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار ان الاتفاق وفر “الشروط لخروج سلس”.

كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف بريكست ميشال بارنييه أكد من جهته أن الاتحاد الأوروبي سيبقى “شريكا وصديقا” لبريطانيا بعد بريكست وقال إنه “عمل خلال المفاوضات شديدة الصعوبة والتعقيد مع لندن ولم يعمل إطلاقا ضدها” داعيا “الجميع إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم”.

قادة الاتحاد الأوروبي صدقوا بعد تجاوز الخلاف بين بريطانيا واسبانيا حول منطقة جبل طارق على وثيقتين مهمتين هما اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي وهو وثيقة تقع في 585 صفحة تحدد شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى البيان السياسي الذي يحدد العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد الخروج مثل التبادل التجاري والتعاون الأمني بين الطرفين.

الاتفاق الذي سيعرض على مجلس العموم البريطاني مطلع كانون الاول المقبل لن يصبح ساري المفعول الا بعد مصادقة البرلمان عليه وهي مهمة لن تكون سهلة بالنسبة لرئيسة الوزراء البريطانية لأن أحزاب العمال والديمقراطيين الأحرار والوطني الاسكتلندي والديمقراطي الوحدوي تعتزم كلها التصويت ضد الاتفاق إضافة إلى العديد من نواب حزب المحافظين الحاكم الغاضبين على رئيسة الوزراء.

الحزب الوحدوي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية الداعم الرئيسي لحكومة ماي أعلن في أعقاب الموافقة الاوروبية على الاتفاق أنه “سيعيد النظر” في دعمه للحكومة إذا أقر البرلمان خطتها بخصوص اتفاق بريكست مع الاتحاد الأوروبي.

وفي حال إقرار الاتفاق من قبل النواب البريطانيين وأعضاء البرلمان الأوروبي سيكون بمقدور لندن إعلان خروجها النهائي من الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من آذار المقبل.

وشهدت العديد من المدن البريطانية خلال الأشهر الماضية مظاهرات تدعو إلى رفض اتفاق بريكست فيما احتشد نحو 570 ألف شخص وسط لندن الشهر الماضي للمطالبة بإجراء استفتاء ثان حول صفقة خروج بريطانيا النهائي من الاتحاد الأوروبي الذي تأسس بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1992.

محمد جاسم

انظر ايضاً

تقرير لرويترز: محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في طريق الانهيار .. وحكومة ماي تتهاوى

لندن-سانا اكتنف الغموض مجددا اليوم مسار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد إعلان حزب العمال …