الشريط الإخباري
عــاجــل المقاومة الفلسطينية تستهدف دبابة للعدو الصهيوني بعبوة “شواظ” غرب حي تل الهوا جنوب مدينة غزة

الحرب في المدونة الروائية السورية..”نماذج مختارة”

دمشق-سانا

عشرات من الروايات لأدباء سوريين صدرت خلال السنوات السبع الماضية رصدت آثار الحرب الإرهابية على سورية في أكثر من صعيد كانت دافعا لمكتبة الأسد الوطنية أن تقيم لها ندوة ثقافية لعرض سماتها وإشكالياتها بمشاركة نقاد مختصين.

الندوة التي حملت عنوان “الحرب في المدونة الروائية السورية.. نماذج مختارة” أدارها الأديب سمير عدنان المطرود الذي تحدث عن صعوبة توثيق الأدب الروائي زمن الحرب لأنه يحتاج لمرور فترة من الزمن تساعد على استيعاب كل الأحداث ولاسيما أن الرواية هي لغة العقل في المجتمع تنطلق منه لتخاطبه.

وتقاسم محاور الندوة الناقدان نظير جعفر والدكتور عاطف بطرس للتمييز بين النتاج الروائي الذكوري والأنثوي زمن الحرب حيث أوضح فيها جعفر أن المدونة الروائية السورية لهذه الحرب الدائرة على وطننا تضم حتى اليوم ما يزيد على 150 رواية سورية وبضع روايات عربية لكتاب يعيشون داخل سورية أو خارجها.

وبين جعفر أن النوع الأول من هذه الروايات استعاد أحداثا في الثمانينيات والإرهاب الذي مارسته مجموعات متطرفة في سياق حبكة سردية سيرية تنسج خيوطها بين الأمس واليوم عبر علاقة الشخصية المحورية بمن حولها عاطفيا واجتماعيا مكتفية بتسجيل وقائع معروفة من الاغتيالات والتفجيرات وتعد رواية نبيل سليمان “مدائن الأرجوان” نموذجا عنها.

وينجرف النوع الثاني من تلك الروايات حسب جعفر إلى مستوى التقارير البعيدة عن فنية وجمالية العمل الروائي موجها خطابه السردي في سياق إيديولوجي مباشر محكوم مسبقا وبعيد عن صدقية الفن موضحا أن هذا النوع من الأعمال لا يختلف عن مضمون الإعلام المضلل الذي قلب الحقائق وفبرك الأحداث عن ربيع اسود كاذب.

وذكر جعفر أن هناك أنواعا أخرى اكتفت بدور الشاهد الذي يدون يومياته ومشاهداته ومثلها رواية جنة البرابرة لخليل صويلح ونوع اتخذ منحى فلسفيا في فهم ما يحدث ومنها شارع الخيزران لحسن صقر فضلا عن نوع عايش مرارة الفقد والمعاناة النفسية والقتل والتدمير فانتصر لحقيقة ما حدث من أجل سورية موحدة بترابها وشعبها عبر خطاب معزز بالقيم الوطنية والجمالية ومنها رواية مفقود لحيدر حيدر.

وخص الدكتور بطرس محوره للحديث عن الرواية الأنثوية السورية زمن الحرب متطرقا لرواية قلبي مازال حيا لخلود أنيس ابراهيم التي تناولت حكاية فتاة تحب جنديا يجرح في المعركة ويصاب بغيبوبة فتستعيد خلال وجودها بغرفته في المشفى رسائلهما المتبادلة عبر العالم الافتراضي منتقدا اختصار الكاتبة لحرب طالت كل بقعة سورية في غرفة بمشفى.

وعرج بطرس على رواية خواء والتي تثير سؤالاً حول قدرة الجنس الأدبي على استيعاب الشعر معتبرا أن معظم الأعمال التي كتبتها نساء تميل إلى الجملة الشعرية ثم تحدث عن رواية مدن بطعم البارود لبشرى ابو شرارة وما تقدمه للقارئ من معرفة عبر رسائل يتبادلها شاب عراقي وفتاة سورية مستعرضة بشكل جميل محطات تاريخية مرت على المنطقة لكنها أوغلت في تعداد أسماء الشهداء فوقعت في الكمية.

ومن الروايات التي تطرق لها بطرس “حنين إلى الخطايا” لسمية طليس وتتناول تأثير الحرب في الأسرة داعيا لتكليف فرق متفرغة لبحث الأدب الروائي السوري زمن الحرب لأهميته التي ستحدد مستقبل الأدب في سورية.