الشريط الإخباري

المفاعيل النفسية والمعنوية للمعارك المنتظرة تتراكم على نوافذ الأدوات – صحيفة الثورة

أهمية معارك التحرير على امتداد الأراضي السورية، تعكسها ردة الفعل الهستيرية لأميركا من خلال تصعيد عدوانها واعتداءاتها على بعض المناطق في دير الزور، ولأتباعها من خلال المماطلة بتنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الدول الفاعلة والمؤثرة في حل الأزمة سياسياً، وذلك على وقع دقّات ساعة انتظار الإرهابيين لمعركة إدلب التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى، في وقت باتت فيه مفاعيلها النفسية والمعنوية تتراكم على نوافذ ذعر مرتزقة أردوغان وابن سلمان وغيرهما.‏

تكلفة المعارك المنتظرة على الأطراف الرافضة للحلول السياسية لن تكون بسيطة، كما يتخيل البعض من المراهنين على الأدوات المثلّمة الصدئة، وقوات الدول التي تنفذ اعتداءاتها ضد المدنيين لن تكون في مأمن أيضاً، وهو ما ينبئ بدوران عجلة الحرب إلى أماكن غير متوقعة، وقد لا تكون في جدول حسابات مضرمي النيران، وذلك رداً على الانتهاكات المستمرة لاتفاق إدلب، الذي تمزق أوراقه تركيا بنية تخفيف الخوف المتسرب إلى أفئدة وأذهان عصابات الإرهاب، ويتأصل في داخلها أولاً بأول، ورداً على همجية واشنطن التي لا تعير المبادئ والقيم الدولية أي اهتمام أو اعتبار.‏

رغم مساعي الدول الشريكة في حل الأزمة، لا تزال الإدارة الأميركية ووكلاؤها حتى اليوم يعملون على إعاقة مسار التسوية، محاولين تعديل كفة الميزان ميدانياً، بعد أن عجزوا في السياسة، لكن أيديهم سوف تبقى قصيرة، و لن يطولوا لا عنب الشام ولا بلح اليمن، وسوف تبلغ إخفاقاتهم الزبى، ولاسيما أن الجيش يمتلك معلومات دقيقة وبنك أهداف شامل، يعمل على ملئه لحظة بلحظة، وسوف يستخدمه عندما تقتضي الحاجة، وهو أيضاً ما يرفع منسوب القلق لدى الأطراف المعرقلة للحل، ومن خلفها التنظيمات الإرهابية.‏

كرة النار اليوم في الحضن الأميركي، وأي معركة قادمة سوف تقلب المفاهيم رأساً على عقب، وسوف تتناثر كل تحليلات الخصوم كقطع زجاج هش، في وقت تضطر فيه واشنطن ومعتلو موجتها لإعادة ما أنتجوه من متطرفين إلى حظائرهم ومستودعاتهم، أو تعهد بهم لوكلاء جدد.‏

بقلم: حسين صقر