واشنطن -القدس المحتلة-سانا
تحاول الإدارة الأمريكية عبثا إقناع العالم وإيهامه بوجود خلافات مع حليفتها وربيبتها في المنطقة إسرائيل وذلك عبر تراشق التصريحات والشتائم بين مسؤوليها ومسؤولي الكيان الصهيوني لتبرير عجز الولايات المتحدة أو عدم قيامها حتى الآن بإجبار هذا الكيان على وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة مع تصاعد مشاعر الغضب في العديد من دول العالم في مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية بحق المقدسات في فلسطين المحتلة والمخططات الاستيطانية المزمع تنفيذها في القدس المحتلة.
وذكرت مجلة أتلانتيك الامريكية أن مسؤولا امريكيا لم تسمه قال في تصريح للصحفي الامريكي جيفري غولدبيرغ أن “رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو جبان” مؤكدا أن “نتنياهو لن يفعل شيئا من أجل التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين أو الدول العربية” الأمر الذي رد عليه نتنياهو فورا من خلال ما نقلته اذاعة اسرائيل مباشرة عن مسؤولين في مكتبه لم تسمهم أيضا قولهم إن “رئيس الوزراء لن يغير موقفه تحت أي ضفوط وسيواصل الحفاظ على” ما زعموا أنها “المصالح والحقوق الاسرائيلية في القدس”.
وتدل رغبة مسؤولي الاحتلال والادارة الامريكية في عدم تأجيج المواقف والتصريحات المتبادلة بينهم والوصول بها الى حد القطيعة على أن الشتائم والخلافات بين الطرفين /مفتعلة ومتفق عليها/ وتهدف أساسا الى التغطية على مسألة عدم توجه الادارة الامريكية الحالية وما سبقها من ادارات نحو الضغط على الكيان الصهيوني نظرا لوجود أجندات مشبوهة ومصالح يحاول الطرفان اخفاءها عن أنظار العالم ويعملان في نفس الوقت بأقصى طاقتهما لتحقيقها.
ويندرج في إطار تحقيق الهدف المشار اليه ما كانت تناقلته وسائل إعلام أمريكية عن “بروز أزمة بين الامريكيين والاسرائيليين خلال زيارة نتنياهو الى واشنطن الشهر الماضي وتوجيه” ما قيل إنها “انتقادات حادة له بسبب اقرار مشاريع استيطانية في القدس” وكذلك ما تم ترويجه في وسائل إعلام العدو الاسرائيلي عن رفض كل من نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن ووزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس استقبال وزير الحرب الاسرائيلي /موشيه يعالون خلال زيارته مؤخرا للولايات المتحدة بعد رفضه الاعتذار علنا عن تصريحاته ضد مسؤولين امريكيين.
وكانت صحيفة هاارتس الاسرائيلية ذكرت منذ عدة أيام في اطار الايحاء بوجود خلافات أمريكية إسرائيلية أنه “لا يمكن للوزير يعلون شتم مسؤولي الادارة الامريكية رفيعي المستوى أو إهانتهم وأن يتوقع في الوقت نفسه أن يبسطوا له السجاد الاحمر عند دخوله الى الخارجية الامريكية أو البيت الأبيض ” مختتمة بالقول ” يبدو ان يعلون نسي وصفه لكيري بـ”المسيحاني المهووس” وللمسؤولين الامريكيين بـ”الضعفاء في كل العالم” على حد قول الصحيفة.
وعلى الرغم من الشتائم المتبادلة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة التي لا تمثل سوى مسرحية هزلية أمام العالم إلا أن ما يؤكد عمق ومتانة العلاقات الامريكية الاسرائيلية ووحدة النهج والمخططات العدوانية بينهما ما ذكرته الصحيفة الاسرائيلية ذاتها اليوم بأن وزير الحرب يعلون اتفق مع وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل خلال زيارته المشار اليها لواشنطن على تزويد إسرائيل بسرب من طائرات /اف35/ ضمن صفقة تقدر قيمتها ب/75ر2/ مليار دولار وهو ما ينسف أي تصريح من الجانبين لايهام العالم بوجود خلاف ناجم عن مسألة الاستيطان أو غيرها.