الدكتور بكري علاء الدين: الأمير عبد القادر الجزائري بطلا استثنائيا نال احترام العدو وتقدير الصديق

دمشق-سانا

تحدث الدكتور بكري علاء الدين عضو مجمع اللغة العربية في محاضرته “من مواقف الأمير عبد القادر الجزائري” عن جوانب مختلفة من مواقف الامير الجزائري التي تجلى فيها حبه للوطن ومدى انتمائه اليه واندفاعه ببسالة فائقة للذود عن حياضه وحمايته ضد أي عدو خارجي دون أن يغفل الجانب الإبداعي من سيرته القلمية إضافة إلى جوانب فكرية أخرى.

2

واستعرض علاء الدين في محاضرته التي ألقاها ظهر اليوم في مجمع اللغة العربية جوانب من سيرة الأمير عبد القادر الجزائري السيفية مشيرا إلى أنه قاوم الاحتلال الفرنسي لبلاده الجزائر أكثر من خمسة عشر عاما وأرسى خلالها دعائم دولة حديثة قائمة على مفهوم العدالة الإسلامية.

فهو إضافة إلى إنجازاته العسكرية وبطولاته الفردية كأعظم فارس في عصره بحسب عضو مجمع اللغة العربية فقد خاض أربعين معركة قادها ضد الاحتلال الفرنسي مبينا أن روح المقاومة التي بثها في ربوع الجزائر جعلت منه بطلا استثنائيا نال احترام العدو وتقدير الصديق.

وتحدث علاء الدين عن سيرة الأمير عبد القادر الجزائري بعد انتقاله الى دمشق وقال هنا بدأت سيرته القلمية حيث التف حوله أشهر علماء دمشق وبناء على رغبة أصدقائه هؤلاء بدأ بتدوين كتاب المواقف الذي استمر في تأليفه أكثر من عشرين سنة.

3

ولم يقتصر الأمير عبد القادر على التأليف في هذه المرحلة بل كان يدرس في منزله وفي مدارس دمشق كتب الحديث والعقائد منوها بأن للأمير ديوان شعر ظل فيه مخلصا للتراث الشعري القديم بشقيه الحماسي والغزلي وقد نشر هذا الديوان عدة مرات.

وذكر عضو مجمع اللغة العربية أن الأمير عبد القادر كان من أهم أتباع الشاعر والفيلسوف ابن عربي “وهذا ما جعل بعض أحفاده يتبرؤون منه لأنهم ضد الفلسفة وضد ابن عربي فكان علينا أن نفند “براءتهم” من كتاب المواقف ومضمونه الصوفي الأكبري وأن نثبت بالوثائق أن الأمير هو المؤلف الحقيقي لهذا الكتاب”.

يذكر أن الدكتور بكري علاء الدين يحمل إجازة في الآداب وحاصل على دكتوراه الحلقة الثالثة من جامعة باريس الرابعة إضافة إلى دكتوراه الدولة في الفكر العربي الإسلامي من جامعة السوربون كما شغل العديد من المناصب منها أستاذ في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية عام 2006 ومدرس في كلية الإعلام وقسم الفلسفة بجامعة دمشق كما كلف بالتدريس في قسم الأدب العربي بجامعة باريس الثامنة.