الشريط الإخباري

انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.. اختبار حقيقي لسياسات ترامب

دمشق-سانا

(الأجندة السياسية الجمهورية هي الحلم الأميركي) عبارة تباهى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ختام حملته الانتخابية عشية الانتخابات النصفية للكونغرس التي تجري في الولايات المتحدة اليوم والتي تعد أول اختبار حقيقي لسياسات ترامب خلال نحو عامين من حكمه.

ترامب الذي استخدم خلال مهرجاناته الانتخابية في عدد من الولايات الأميركية خلال الأيام الماضية أسلوب اجتذاب الناخبين والتأثير عليهم للتصويت لحزبه الجمهوري يحاول بكل قدراته منع الديمقراطيين من السيطرة على الكونغرس والحفاظ على سيطرة حزبه على مجلسي الشيوخ والنواب اللذين يتألف منهما الكونغرس وذلك حتى انتخابات الرئاسة عام 2020.

الانتخابات النصفية ستشهد تغيير كل أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضوا وثلت أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو في وقت تشير فيه معظم الاستطلاعات إلى ان الديمقراطيين يملكون فرصة حقيقية للفوز بالأغلبية في مجلس النواب حيث يتحتم عليهم انتزاع 23 مقعداً إضافيا للحصول على الاغلبية لكن على الأرجح سيحتفظ الجمهوريون بالسيطرة في مجلس الشيوخ الذي يجري فيه التنافس على 35 مقعدا لولاية من ست سنوات.

الديمقراطيون ركزوا حملاتهم الانتخابية في مواجهة الجمهوريين على الدفاع عن نظام الضمان الصحي لكنهم يراهنون أيضا على رفض الناخبين لترامب الذي يصفونه بالكاذب ويعتبرون أنه يحرك المشاعر العنصرية ويعولون على أصوات الناخبين في ضواحي المدن والجمهوريين المعتدلين النادمين على خيارهم في الانتخابات الرئاسية الاميركية التي جرت في عام 2016.

سياسات ترامب التي اتسمت بالطابع الاستفزازي على الصعيدين الداخلي والخارجي أرخت بظلالها على هذه الانتخابات لتتحول إلى ما يشبه الاستفتاء العام على شعبيته التي تحوم حول نسبة ضئيلة لا تتجاوز 40 بالمئة فيما عكس آخر استطلاع للرأي أجراه معهد (إس إس آر إس) لحساب شبكة (سي إن إن) الاخبارية معطيات تثير قلق ترامب والجمهوريين حيال تصويت النساء إذ يشير الاستطلاع إلى أن 62 بالمئة من الناخبات يؤيدن الديمقراطيين مقابل 35 بالمئة يؤيدن الجمهوريين في حين تتوزع أصوات الرجال بشكل متوازن بين 49 بالمئة للجمهوريين و48 بالمئة للديمقراطيين.

مواقف ترامب وسياساته التي وصفت بالمتهورة على مدى نحو عامين من حكمه أشعلت الداخل الاميركي ودفعت كثيرين إلى المطالبة بتنحيته عن الرئاسة ولا سيما تلك المتعلقة بالهجرة والتي أثارت احتجاجات واسعة داخل الولايات المتحدة في وقت تواصلت فيه الانتقادات الدولية الحادة له على خلفية افتعاله حربا تجارية عالمية بعد فرضه رسوما جمركية على منتجات كثير من الدول تضر بالدرجة الاولى حلفاءه متجاهلا التحذيرات من مخاطر وتداعيات هذه الحرب التجارية.

ويضاف إلى تلك المواقف قرار ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومنع رعايا بعض دول الشرق الاوسط من دخول بلاده وقراره بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وهي قرارات أثارت استنكارا لدى دول كثيرة حول العالم بما فيها دول حليفة للولايات المتحدة وادت إلى تراجع شعبية ترامب إلى أدنى مستوياتها لتصبح الأدنى على الإطلاق لرئيس أميركي في تاريخ الولايات المتحدة.

نواب أميركيون وأطباء في الولايات المتحدة طالبوا على خلفية تلك المواقف بإجراء فحص عقلي ونفسي له مشككين بقدرته على أداء مهامه الرئاسية فيما شنت الصحافة ووسائل الإعلام الأميركية على مدى الاشهر الماضية حملات منظمة ضده بسبب سياساته المقيدة لحرية الرأي ومهاجمته الصحفيين فيما كشفت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية مؤخرا أن ترامب يمارس المراوغة والكذب والتضليل منذ جذوره كرجل أعمال عندما كان يروج لذاته في مدينة نيويورك وحتى مسيرته السياسية.

مدونة واشنطن بوست التي تعنى بتدقيق الحقائق أحصت مؤخرا أكثر من 5 آلاف ادعاء كاذب أو مضلل قدمها ترامب فقط في أول 600 يوم من توليه المنصب بمتوسط أكثر من ثمانية ادعاءات باليوم منذ الـ 20 من كانون الثاني عام 2017.

مراقبون يرون أن انتخابات التجديد النصفي ربما تحمل مفاجات تجبر ترامب لاحقا على مواجهة معارضة شرسة من الديمقراطيين وترغمه على التوقف عن أسلوبه في الحكم الذي اتسم بكسر القواعد التقليدية والفوضى أحيانا.

انظر ايضاً

متجاهلة مناشدات نواب بالكونغرس..إدارة بايدن تقر حزمة إمدادات عسكرية جديدة لأوكرانيا

واشنطن-سانا تجاهلت الإدارة الأمريكية مطالبات نواب بالكونغرس لوقف إمدادات النظام الأوكراني بالسلاح، وأعلنت اليوم عن …