الشريط الإخباري

الرمان في حماة … نكهة مميزة ومردود اقتصادي مهم

حماة-سانا

تحتل زراعة الرمان موقعا متميزاً على خارطة إنتاج الأشجار المثمرة في محافظة حماة ولا سيما في منطقة مصياف حيث تنتشر زراعتها على نطاق واسع لملائمة أرضها ومناخها لهذه الغلة التي يتجاوز إنتاجها سنوياً 2800 طن ويلقى الرمان رواجاً منقطع النظير سواء لجهة تناوله طازجاً كفاكهة لذيذة محببة أو لجهة عصيره وتصنيعه كدبس أصبح الطلب عليه واسعاً لدى الأسر والمطاعم.

وبحسب المترصدين لواقع هذا المحصول فان ارتفاع أسعار دبس الرمان في الآونة الأخيرة كان من أهم الأسباب التي جعلت زراعته في محافظة حماة أحد أهم الزراعات من بين الأشجار المثمرة نظراً لمردوديتها الاقتصادية وانخفاض التكلفة وقلة الخدمات التي تتطلبها الشجرة وإنتاجها الوفير والريعية الاقتصادية للأشجار ومقدرة الشجرة على الإثمار بعد الزراعة بسنتين فقط والعطاء بشكل دائم.

وأوضح أحمد رستم أحد أشهر مزارعي ومنتجي محصول الرمان في قرية اللقبة في تصريح لمراسل سانا أن أكثر أصناف الرمان انتشاراً في المنطقة هي الأمريكي الأحمر والأخضر واللفان الحامض واللفان الحلو والدركوشي الحلو والحامض الذي يستخدم عادة في تصنيع دبس الرمان مبيناً أن النكهة المميزة لرمان المنطقة مردها للماء العذب الذي تروى بها أشجار الرمان وتمنحه مذاقاً محبباً علاوة على أن التربية والعناية المثلى للأشجار لهما دور وأثر مهم في إعطاء ثمار الرمان نكهة خاصة أيضاً.

ووصف حسن شاليش مزارع رمان من نفس القرية أجواء موسم قطاف الرمان بالممتعة والمهمة في حياة سكان القرية والتي ينتظرونها كل عام باعتبارها تحمل لهم الخير والعطاء والبهجة ويشارك جميع أفراد الأسرة في عمليات جني الرمان ووضعه ضمن صناديق ليصار إلى شحنه للأسواق كما تحضر هذه الفاكهة بكثرة على موائدهم خلال موسم القطاف.

ولفت شاليش إلى أن المزارعين أدركوا القيمة الغذائية والطبية والاقتصادية لشجرة الرمان إلى جانب تعدد استعمالات ثماره كمؤونة حيث يتم تعليقها بعد ربطها بخيط في سقف البيت على شكل قلادات ليصار إلى استهلاكها طازجة خلال أشهر الشتاء في تحضير بعض الأطباق ومعالجة بعض الأمراض.

وأشار المهندس موفق النجار رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في مديرية زراعة حماة إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الرمان المروي تبلغ 1931 دونماً وتضم أكثر من 113 ألف شجرة تستأثر بأغلبية الإنتاج المقدرة بنحو 2346 طناً من ثمار الرمان فيما لا تتجاوز مساحة أراضي أشجار الرمان البعل 581 دونماً فيها 44488 شجرة تنتج نحو 464 طناً.

وبين المهندس النجار أن زراعة الرمان في المحافظة تشهد تطوراً وزيادة في المساحة المزروعة في مختلف المناطق ولاسيما في مصياف وقرى اللقبة والزاوية ودير شميل وربعو ودير الصليب وكفر عقيد حيث تساهم في تعزيز دخل الأسر الريفية وتوفير فرص عمل خلال العمليات الزراعية مثل القطف والتقليم والحراثة إضافة إلى أنها زراعة تتميز بسرعة دخولها في الإثمار حيث يبدأ المحصول بعد سنتين من زراعته بالإنتاج ويزداد تدريجياً حتى عمر 15 سنة وتعمر شجرة الرمان حتى  50 سنة ولا تحتاج لخدمات كثيرة بمقارنتها بالعديد من أصناف الأشجار المثمرة.‏

وأشار النجار إلى أن أهم الأصناف التي تشتهر بها المحافظة الحلو بنوعيه العادي والعصفوري وهو صنف جيد حبيباته وردية اللون متوسطة الحجم ويتمتع بنواة هشة جداً والياجوجي الذي يمتاز بقشرته وبذوره الحمراء الداكنة وصنف ناب الجمل الذي يمتاز بثمار كبيرة الحجم ومبكرة النضج وطعمه بين الحلو والحامض وأيضاً الفرنسي والقشر الأحمر الحامض واللفان مبيناً أن جميع هذه الأصناف يتم بيعها وتوفيرها عن طريق المشاتل الزراعية.‏

وعن القيمة الطبية والغذائية للرمان أوضحت الدكتورة سوسن سلامة اختصاصية الأغذية أن الرمان مفيد جداً لجسم الإنسان كونه يحتوي مواد مضادة للشحوم والكوليسترول وأمراض السرطان وفقر الدم وفائدته الطبية لمرضى السكري وللمصابين بالتهاب المفاصل ويقي من الإصابة من حصى الكلية وحتى قشر الرمان يمكن الاستفادة منه لأنه مفيد للشعر حيث يتم تجفيفه وطحنه وإضافته للماء ويضاف إلى الحناء أو دونها لصبغ الشعر ناهيك عن استخداماته الطبية الأخرى ومنها معالجة أمراض الأمعاء والمعدة.

وأضافت سلامة إن الرمان مفيد لمرضى القلب ويقي من تصلب الشرايين كما يقلل عصيره من تكدس البروتينات الشحمية الضارة بالجسم وهو مدر للبول ويساعد على تنشيط وظائف الكبد ويكافح أمراض المعدة ويعالج قشر الرمان المجفف السعال المزمن والقروح والجروح وهو من الأغذية المضادة للأكسدة ويفيد مرضى الشحوم.

عبد الله الشيخ

انظر ايضاً

محصول الرمان في درعا

تصوير: ضياء الدين السعيد