القدس المحتلة-سانا
لم يختلف المشهد شرق وشمال قطاع غزة في الجمعة الحادية والثلاثين من مسيرات العودة وكسر الحصار أمس بعنوان “غزة صامدة ولن تركع”.. آلاف الفلسطينيين شاركوا في المسيرات تأكيدا على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته وفي مقدمتها حق العودة إضافة إلى إسقاط “صفقة القرن” وإنهاء الحصار الإسرائيلي الظالم للقطاع.
الاحتلال صعد من استهدافه للمسيرات كما في كل جمعة وكان المشهد شرق القطاع دامياً فالاحتلال تعمد استهداف الأجزاء العلوية من أجساد المشاركين بالرصاص الحي بهدف قتل وإصابة أكبر عدد من الفلسطينيين لوقف تلك المسيرات حيث لم تتوقف سيارات الإسعاف عن نقل الشهداء والجرحى حتى ساعة متأخرة من مساء أمس والحصيلة كانت ستة شهداء وأكثر من 230 جريحاً وانشغلت غرف العمليات في مشافي قطاع غزة بإنقاذ الجرحى الذين وصفت جروح أعداد منهم ببالغة الخطورة.
ويروي الشاب براء عمور لمراسل سانا تفاصيل المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال شرق خان يونس وراح ضحيتها ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى قائلا: الاحتلال كان يطلق النيران بكثافة وكنا نسمع أصوات الانفجارات فيما الدخان الناتج عن قصف الطائرات المسيرة يتصاعد ومن الأمام كان قناصة الاحتلال يستهدفون المشاركين في الأجزاء العلوية من الجسم الرأس والصدر مرتكبا مجزرة راح ضحيتها ثلاثة شبان من خان يونس وفي نفس المكان سقطوا مرة واحدة وشاهدت 17 شاباً أصيبوا في نفس المنطقة بينما نجوت من الموت بأعجوبة.
ويضيف: سيارات الإسعاف حاولت انعاش الشبان الذين أصيبوا في الرأس والصدر لكن للأسف الشبان الثلاثة استشهدوا على الفور فالإصابات كانت بالرصاص المتفجر وكل الشهداء والجرحى الذين سقطوا في مجزرة خان يونس هم شبان عزل أرادوا مقارعة هذا المحتل الذي يواصل القتل والحصار ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بصدورهم العارية.. هذا المحتل يريد قتل إرادة الصمود والمقاومة لدى الفلسطينيين لكنه لن يتمكن من تحقيق ذلك.
من جانبه يقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة الذي شارك في مسيرة خان يونس وتابع الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال .. الاحتلال صدم من كثافة المشاركين في مسيرات العودة في جميع مناطق قطاع غزة وبالتحديد في شرق خان يونس فاستخدم قوة نارية هائلة ضد الشبان العزل فكانت الجريمة والمجزرة ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى.
وأشار أبو ظريفة إلى أن الاحتلال يعتقد أنه بكثافة النيران على مسيرات العودة يستطيع وقفها لكنه واهم فهذا الاجرام وهذه الدماء الغزيرة التي سالت تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الصامت على هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال بشكل متواصل ضد المسيرات المطالبة برفع الحصار الظالم.
في السياق ذاته قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي: هناك توجيهات من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لقواتها بقتل أكبر عدد ممكن من المشاركين في مسيرات العودة ضمن خطة أعدها الاحتلال لوقف تلك المسيرات بالقوة وهذا لن يحدث لأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه وكرامته ولن ترهبه بنادق الاحتلال.
وأشار الصفدي إلى أن المجتمع الدولي بصمته المريب يتحمل المسؤولية عن مجازر الاحتلال بحق المسيرات السلمية في قطاع غزة والتي خرجت للمطالبة برفع الحصار والعيش بحرية وكرامة.
ووصل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي مسيرات العودة وكسر الحصار منذ الثلاثين من آذار الماضي إلى 212 إضافة إلى إصابة نحو 23 ألفا بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز.