الأمثال الشعبية في حوران وبداية الموسم الزراعي

درعا-سانا

لدى أهل حوران تقويم خاص استناداً إلى التغيرات المناخية وتجارب الأجيال السابقة ويعتبر الفلاحون أن بداية العام تكون مع تباشير الشتاء ونزول المطر.

وبناء على تجاربهم يرى الفلاح في درعا أن فصل الشتاء يبدأ بهبوب رياح شرقية يسميها الفلاح الحوراني “الشراقي” وهي علامة فاصلة بين الصيف والشتاء ويعتقد أن الرياح الشرقية إذا بدأت قبل طلوع الشمس فإنها سرعان ما تزول عند الضحى ولكن إذا بدأت بعد طلوع الشمس فإن تأثيرها يستمر ثلاثة أيام.

ويبدأ الموسم الزراعي بالنسبة للفلاح الحوراني اعتباراً من الـ16 من تشرين الأول مع دخول الموسم المطري مستنداً إلى تجارب أجداده وأمثالهم الشعبية التي وثقت الزراعة وأهمها المثل القائل “16 للطير و 17 للخير”.

ويختار الفلاح الحوراني البذرة بشكل جيد ويبحث عن الصنف الذي يتحمل ظروف الجفاف ويعطي الإنتاج الوفير ويعتمد على نوعين من الزراعة “العفير و الرية” بحسب المصطلحات المحلية.

الباحث في تاريخ وتراث المنطقة الجنوبية نضال شرف أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أن زراعة العفير تكون قبل سقوط المطر ويوثق المثل الشعبي هذا النوع من الزراعة بالقول “لا فاتك العفير سنة لا تفوتو” في تأكيد على أن زراعة العفير تعطي إنتاجاً جيداً لتلقي النبات الكمية الكافية من المطر والرطوبة.

وأوضح شرف أن زراعة الرية تبدأ بعد سقوط المطر ووصول الرطوبة إلى عمق 10 سم بالنسبة للفلاحة بالآلات القديمة و 15 سم للآلات الزراعية الحديثة مبيناً أن الفلاح الحوراني يفضل الزراعة السطحية لتلافي الأمراض التي قد تصيب المحصول من السويد والفراش وغيرهما.

وفيما يخص تجارب الفلاح الحوراني في استنباط البذرة قال شرف إن الطريقة المثالية لاستنباط البذرة كانت قديماً تتم بالتقاط السنابل الكبيرة والحبة الوافية ووضعها جانباً لنهاية الموسم وفرز الحبوب والسنابل الجيدة في الموسم الثاني وزراعة كمية تتراوح بين 20 و 30 كيلوغراماً في السنة الثالثة للتأكد من جودة الحبة.

وبين شرف أن الفلاح الحوراني يفضل زراعة القمح في تشرين الأول والثاني وكانون الأول والثاني لأن الرطوبة تكون كافية ووثق هذا النوع من الزراعة من خلال المثل الشعبي القائل “من يزرع في تشارين يرمي المد عشرين” دليل على أن البذار تأخذ حقها الكامل في التربة ومن الرطوبة.

 قاسم المقداد