الشريط الإخباري

(ثنائية الثقافة والإعلام من الرسالة إلى الاستلاب).. بحث فني أدبي

دمشق-سانا

كتاب “ثنائية الثقافة والإعلام من الرسالة إلى الاستلاب” بحث فني أدبي يسعى عبره الباحث والإعلامي ديب علي حسن لوضع أسس لدور الحرب الثقافية والإعلامية في المؤامرة على سورية وفق منهج يرتكز على قواعد تطبيقية.

القواعد التي اعتمدها المؤلف في كتابه جاء بها كلها من الواقع العربي ليؤكد عبرها أن الحرب الإرهابية على سورية وما يسمى الربيع العربي لم يكن حدثا عفويا بل نتيجة سعت لها مؤسسات إعلامية عبر سنوات عديدة ومنها قناة الجزيرة.

وفي الكتاب يدعو علي حسن لوضع ميثاق شرف ثقافي يجمع شتات ما تفرق يكون فيه المثقف قائد رأي وصانع وعي ورائدا في التنوير معتمداً على أسماء وأمثلة منذ نهايات القرن الماضي.

وينطلق المؤلف مما سماه ميديا الاستلاب للبحث في خطورة “الفضاء الأزرق” أي الفيسبوك وحجم الاستلاب الذي تحققه هذه الظاهرة الإلكترونية التي هي أكثر انتشاراً في العالم مبيناً المقاصد من ورائها ووراء مجانيتها لتهشيم واقعنا وتاريخنا وحضارتنا.

ثم يتجه الكتاب إلى تراجع اللغة الإعلامية التي من المفترض أن نتمسك بسلامتها بسبب المد الإلكتروني الذي شتتها ومزقها لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بمجمع اللغة العربية وقراءة ما يقدمه أعضاؤه.

وإزاء ما يرى فيه المؤلف تهديدا لهوية العرب ووجودهم الحضاري فإنه يؤكد على عدم الاستسلام لحتمية المصير ونهاية التاريخ كما يروج لها فلسفة الغرب وبعض المفكرين العرب الذين يسيرون في ركابهم.

ويبين الباحث في كتابه أن تحكم العرب بمصيرهم الثقافي والإعلامي يبدأ من معرفة أسباب انهيار الوجدان العربي إزاء ما يطال العديد من الدول العربية والحال المأساوي الذي سبب تراجع الثقافة في الدول العربية وانتشار الإرهاب.

الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والذي يقع في 284 صفحة من القطع الكبير يقدم تشخيصاً للأثر السلبي الذي يلعبه الاعلام والثقافة إن تخليا عن قيمهما الإنسانية والحضارية وباتا أداة بيد من يريد السيطرة والاستغلال والهيمنة على مصائر الشعوب.

محمد خالد الخضر