أمهات الشهداء رمز للوفاء وتقديم أسمى معاني التضحية

دمشق-سانا

عائشة خالد شحادة أم لشهيد قطعت على نفسها عهدا بألا تذرف دمعة حزنا على ولدها الشهيد محمود وأن تحول دموعها إلى وقفة صمود تضامنا مع الوطن الجريح في أزمته وعملا من أجل أن تعود سورية كما كانت حرة أبية .

وتقول السيدة  شحادة 50 عاما “استشهد ولدي محمود من أجل وطنه الأم سورية وفي سورية يوجد مليون محمود استشهد هو الآخر كرمى لعيونها”.

وتتابع شحادة “ضحيت من أجل وطني بفلذة كبدي وأنا افتخر بشهادته والأزمة زادتني قوة وتصميما فعملت مع مجموعة من أمهات الشهداء في الصناعة اليدوية لأثبت أني قوية ولأن بلدنا تحتاج إلى من يساعدها ويرفعها إلى العالي وعلينا أن نحارب من أجل وجودنا” .1

وتردد شحادة عبارة مؤثرة تدل على أسمى معاني التضحية والوفاء وحب الوطن والإخلاص له “فيني عيش بلا ولدي وما فيني عيش بلا بلدي” .

وتستذكر أم الشهيد كلمات قالها ابنها عندما جاء لزيارتها آخر مرة “يا أمي أنا رايح إما برجعلك شهيد مكفن بالعلم السوري أو منتصر وسينتصر الوطن” .

وتقول شحادة وهي التي لم تنه دراستها الابتدائية “إن الأزمة أطلقت لسانها وهي التي لا تملك شهادة” مشيرة إلى أن حب الوطن لا يحتاج شهادات فهو يخلق مع الإنسان بالفطرة وهي رضعته مع حليب أمها وقامت بدورها بإرضاعه لأبنائها ونحن السوريات هكذا ولن نتغير وهو ساكن في وجداننا نحن أمهات سورية.

وتقول شحادة إنها تعمل مع خمس من أمهات الشهداء في صناعة أعمال يدوية يغلب عليها العلم السوري ومن ثم يشاركن بها في المعارض التي تقوم بها جمعية سيدات سورية الخير في مختلف المحافظات السورية .

وتؤكد شحادة أنها تريد أن تثبت من خلال العمل الذي تقوم به مع أمهات الشهداء أن المرأة السورية ستبقى جنبا إلى جنب مع الرجل لتعمر سورية مشيرة إلى أن لديها ولدا صغيرا وعندما يقدر على حمل السلاح سترسله للدفاع عن الوطن دون تردد.

وتفتخر شحادة بالجيش العربي السوري القوي الذي راهن المتآمرون على سورية بتفتيته وكسره ولم ينجحوا بل على العكس بقي الجيش قويا متماسكا بفضل محبته لوطنه الذي نهله من أمهاته الصالحات اللواتي كن يعملن على رفع معنويات أولادهن وحثهم على الدفاع عن الأرض التي هي بمثابة العرض.

وترفض شحادة الخروج من سورية لأي سبب كان وتقول أنا مواطنة سورية ويحق لي العيش بأمان واستقرار في بلدي والبلد لمن بقي فيها وهي تدعو الذين خرجوا إلى العودة لأن الوطن لأهله وستبقى فيه حتى آخر نفس في حياتها ولو بقي شخص واحد من عائلتها.

بدورها لم تستطع السيدة كاميليا كامل أرنبة وهي زوجة شهيد وأم لشهيدين أن تخفي مشاعر الألم التي بدت ظاهرة في عينيها وتفاصيل وجهها الحزينة وهي تردد ونبرة صوتها لا تخلو من الإصرار والتحدي ما أحلى الشهادة.

وتقول كاميليا “إن الفترة قصيرة جدا بين استشهاد زوجي وولدي اللذين هما من أبطال الجيش العربي السوري ولا تتعدى بضعة أشهر لذلك قررت أن أنسى جرحي وألمي وأقدم شيئا للوطن بالعمل مع أمهات الشهداء لتقديم المساعدات لجرحى الجيش العربي السوري الذي أرى فيهم زوجي وولدي”.

وتشعر كاميليا بالراحة في هذا العمل لأنها تشاطر ألمها وذكرياتها وفرحة العطاء مع أمهات الشهداء خلال وجودهم في ساعات العمل يوميا.

وتقول كاميليا التي أصيبت هي الأخرى برصاص إرهابي قناص إن إصابتها زادتها عزيمة على متابعة مشوارها وأن لديها بنتين وولدين وهي مستعدة لأن تقدمهم لأجل الوطن.

وتتابع كاميليا والإرادة والعزيمة تفرش تفاصيل وجهها منتزعة عنه الألم والحزن ولو لبرهة قصيرة أن سورية لا تعمر إلا بسواعد أبنائها وصمودهم وعملهم ومتابعة حياتهم متحدين الإرهاب ومحاولات المجموعات الإرهابية المسلحة في زرع الخوف في نفوسهم.

مي عثمان

انظر ايضاً

محافظة دمشق تكرم عدداً من أمهات الشهداء

دمشق-سانا كرمت محافظة دمشق بالتعاون مع مديرية شؤون الشهداء والجرحى والمفقودين في وزارة الدفاع 50 …