الملكية الفكرية في سورية بين الواقع والطموح

دمشق-سانا

صون حق المبدعين في نتاجاتهم وحمايتها شرط أساسي لاستمرارهم في الإبداع وهذا ما يسعى القائمون على حماية الملكية الفكرية في سورية إلى تطبيقه بعد مرور 14 عاما على الانضمام لاتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية /الويبو/ بما يحمي حقوق المؤلف من الانتحال أو التزوير أو إصدار منتجه للجمهور بدون موافقته.

وللوقوف على واقع الملكية الفكرية في سورية حاورت سانا عددا من المعنيين بهذا الجانب خلال ندوة أقيمت في المركز الثقافي بالعدوي تحت عنوان “الويبو الوطنية حول الملكية الفكرية” حيث تحدث هيثم حافظ رئيس اتحاد الناشرين عن تراجع صناعة النشر في السنوات الاخيرة بسبب منافسة النشر الالكتروني وتبعات الحرب الإرهابية على سورية داعيا الى وجود ضبط للملكية الفكرية ومكافحة قرصنة الكتب “لأن تطوير صناعة النشر يحتاج إلى حسن تطبيق قانون الملكية الفكرية وحماية الإبداع”.

أما القاضي عبد الأحد سفر قاضي محكمة النقض في وزارة العدل فرأى في تصريح مماثل أن قانون حماية حق المؤلف الصادر عام 2013 قانون إيداع بمعنى أنه يعطي حق الملكية للأسبق في التسجيل وفي حال كان الطرفان المتنازعان غير مسجلين لدى حماية الملكية فالمقياس الذي يعتمده القضاء هو الخبرة.

ويدعو عدنان العزيزي مدير حماية حقوق المؤءلف في وزارة الثقافة الى اتباع الملكية الفكرية في سورية لجهة واحدة أسوة بما هو سائد في العديد من الدول بدلا من إشراف وزارات عدة على عملها ومنها الثقافة التي تتبع لها مديرية حماية حقوق المؤلف الأمر الذي يؤدي برأيه إلى تباين الآراء والخطط والإجراءات المتخذة.

ويدعو الدكتور هاني الخوري نائب رئيس جمعية المكتبات والوثائق السورية الى تشجيع السوري المبدع بتطوير قوانين حماية نتاجه الفكري لتنشيط الإنتاج الثقافي والفكري والابداعي ولا سيما أن سورية غنية بالابداع والمبدعين رغم ما تعرضت له من ظروف قاسية بسبب الإرهاب.

كما تتعرض الملكية الفكرية لضغوط إضافية في ظل هيمنة الرقميات وسهولة النقل والنشر عبرها بحسب نور القاضي ماجستير في المكتبات ما يتطلب “وضع قانون للنشر الالكتروني” وتنظيم التواصل على الشبكة ومكافحة الجريمة الالكترونية وتطوير قانون حق المؤلف بما يتناسب مع تكنولوجيا المعلومات.

ويطالب المتخصصون بالتوثيق والأرشفة وعلوم المكتبات بتعزيز حضورهم في حماية الملكية الفكرية لأنهم بحسب الدكتورة عبير العساف مدرسة لعلم المكتبات والمعلومات في جامعة دمشق يمتلكون المعرفة والدراية بالتوثيق الأمثل للمعلومة وحمايتها سواء في الأعمال الفكرية أو الرسائل الجامعية والبحوث العلمية مع ضرورة منحهم حق الوصول الحر والإفادة وفق شروط معينة.

بلال أحمد