الشريط الإخباري

حلب من الدمار إلى الإعمار: معرض ضوئي يصور الواقع الحلبي في ظل الأزمة الراهنة

اللاذقية-سانا

تتواصل في دار الاسد للثقافة في اللاذقية فعاليات المعرض الفني الجوال الذي ينظمه فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حلب تحت عنوان “حلب من الدمار إلى الإعمار و يأتي في إطار مبادرة تحمل الأسم نفسه ويقوم عليها مجموعة من المتطوعين الذين يمثلون شرائح اجتماعية متنوعة.1

ويضم المعرض عشرات الصور التي رصدتها كاميرات المجموعة في أحياء مدينة حلب وتصور الدمار و التخريب الذي حل بأحياء سيف الدولة وسليمان الحلبي والفندق السياحي والجامع الأموي وكنيسة مار الياس والمدينة الجامعية وفندق الكارلتون وخان الجمرك وقلعة حلب الأثرية و باب النصر بالإضافة إلى العديد من المعالم الأثرية و التاريخية التي طالتها يد الإرهاب في سعي منها لتغييب العمق الحضاري لواحدة من أقدم المدن في التاريخ.

كما يضم المعرض عدداً كبيراً من الصور الضوئية التي تنقل مجموعة من الصناعات التراثية و المعالم التاريخية في حلب والتي تؤكد على الجذر الحضاري العميق لهذه البقعة من الأرض وهو ما يعول عليه في إعادة بناء و إعمار كل ما تم تدميره بفعل القوة الحضارية التي تدفع بالعامل البشري ممثلا بالإنسان السوري الأصيل إلى إعادة إحياء وتجديد نفسه ومحيطه الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.4

ويقول عمار أخرس أحد منظمي المعرض أن الفريق المشرف على تصوير اللوحات والمكون من عشرة شبان وشابات قدم أكثر من 1800 لقطة فنية تم اختيار الأفضل منها بما يناسب عنوان المعرض ويضيء بشكل حقيقي على المحاور التي حاول القائمون على المبادرة تجسيدها والتي بدأت بتصوير حلب التاريخية بأسواقها وكنائسها وجوامعها وصناعاتها التراثية التي عرفت بها عبر تاريخها الطويل أما المحور الثاني فخصص لتوثيق الخراب الذي لحق بالمدينة القديمة والمجازر التي وقعت بأهلها بفعل القوى التكفيرية المسلحة التي اجتاحت المدينة محاولة تدمير إنسانها ومؤسساتها وممتلكاتها العامة و الخاصة.7

ويضيء المحور الثالث كما أوضح أخرس على الاستبشار بالانتصار القادم الذي سيعيد للمدينة أمنها وأمانها لترجع قوية وحصينة كما عرفها العالم كله كأقدم مدن التاريخ لافتاً إلى أن الصور الضوئية لم تحمل أي اسم أو توقيع بل تم تقديمها كعمل جماعي ببصمة وطنية خالصة تعكس روح الشباب السوري المقاوم والذي كان مثالا مضيئا للإنسان السوري المتمسك بمبادئه الوطنية والعقائدية.

وأضاف الأخرس يوثق المعرض بشكل احترافي كل ما حصل ويحصل في مدينة حلب التي تعد عاصمة سورية الاقتصادية والتي أراد الإرهاب الظلامي النيل منها والعبث بتاريخها وإرثها الحضاري فجسدت اللوحات عدة مفاصل من آثارها الرئيسية وما أصابها من تدمير بالإضافة إلى ما لحق بأهلها الذين عانوا ما عانوه من حصار وتدمير وتنكيل لكنهم صمموا بعزيمتهم وصمودهم الأسطوري على مقاومة الظلم والإرهاب بدعم من الجيش العربي السوري البطل.11

وأكد أن المعرض الجوال يسعى إلى التعريف بالصورة الحقيقية لما جرى في محافظة حلب بالوثائق والصور وهو الأول من نوعه على مستوى القطر فنحن في كل صورة وكل لوحة نوجه صرخة للعالم نؤكد عبرها على صمود الإنسان السوري رغم الهجمات الشرسة التي تعرضت لها سورية عموما و حلب على وجه التحديد فالمتآمرون على وطنهم حاولوا تهديم الحجر لكنهم فشلوا في تهديم النفوس الأبية التي تفيض عزة وكرامة.13

ولفت الأخرس إلى أن المبادرة الحالية تشمل بالإضافة إلى عرض الصور الضوئية فعاليات ذات طابع اجتماعي وإنساني ينفذها الفريق المنظم للمبادرة في دعم الجهود التطوعية المختلفة و زيارة الجمعيات الخيرية الفاعلة والتنسيق معها موضحا أن الفريق زار قبل أيام مدرسة عكرمة المخزومي في حمص و التي شهدت حادثة التفجير الإرهابي مؤخراً وتم تقديم واجب العزاء مع درع المعرض بالإضافة إلى التواصل مع عدد من المجموعات الشبابية ومنها فريق درب التطوعي للاطلاع على أعمالهم الأهلية و تقديم الدعم الممكن لهم.

وفي السياق نفسه تحدثت قمر أسود مسؤولة المكتب الإعلامي في مجموعة درب التطوعية عن أهمية التواصل والتعاون بين مختلف الفرق التطوعية الفاعلة على الأرض مع الجهات الحكومية والحزبية والأهلية موضحة أن المعرض يجسد حكاية مدينة عريقة عزيزة على قلب جميع السوريين و التي نالت نصيباً كبيراً من الدمار والإرهاب الذي طال البشر والحجر.17

وأضافت عند دخولنا صالة المعرض شعرنا حقا أننا نسير في أسواق حلب القديمة حيث عمل الفريق على نقل الرائحة والعبق الحلبي الأصيل بنشر رائحة الدريرة الممزوجة مع الأزمرلي وهي رائحة تشتهر بها زوايا حلب وأسواقها العتيقة كما أن الموسيقا المختارة للافتتاح نقلتنا فعلا إلى وسط حلب التي تشتهر بالطرب الأصيل والتي نتمنى عودتها إلى سابق عهدها وهذا ما نؤمن به قريباً جداً بسواعد وبطولات الجيش العربي السوري.

أما فريا ل عقيلي رئيسة جمعية المعوقين وأصدقائهم في اللاذقية فأكدت أن المعرض الجوال فرصة حقيقية لإسماع العالم صوت حلب الأصيلة بناسها وأهلها الطيبين فعلى الرغم من وجود صور مروعة وتوثيق ما خربته العصابات الإرهابية المسلحة إلا أن من حق حلب على السوريين أن يتكاتفوا معها كما هو حال السوريين منذ أزل التاريخ لتكريس فكرة أن الدمار لن يستمر وسيزول حتما.18

من جهتها اعتبرت ساندي الخير من زوار المعرض أن فكرة توثيق حلب ضمن مجموعة من الصور الضوئية وتعريف الجمهور بشكل فني متميز بما حصل ويحصل بها كان له وقع خاص في قلوب الحاضرين الذين حضروا بكثافة ملحوظة تدل على محبتهم لحلب كمدينة سورية أصيلة لها سمعتها العالمية ولاسيما أن المعرض تناول التوثيق من الناحيتين الضوئية والسينمائية من خلال عرض الفيلم الوثائقي الذي تميز بدوره بحرفية عالية في تتابع الصور وتسلسل المشاهد التي ختمت بالإشارة إلى النصر القريب الذي ينتظره السوريون ويبذلون لتحقيقه الغالي والرخيص.

رنا رفعت-ياسمين كروم

انظر ايضاً

افتتاح ورشة عمل “حلب من الدمار.. إلى الإعمار” بجامعة حلب

حلب-سانا ركزت محاور ورشة العمل العلمية التي أقامتها كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب اليوم بالتعاون