دمشق-سانا
تضاف استقالة المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي إلى قائمة الاستقالات الكثيرة التي شهدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصبح أعلى إدارة أمريكية في عدد استقالات مسؤوليها خلال العقود الأربعة الأخيرة بعد إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي.
استقالة هايلي المفاجئة والتي لم تحدد اسبابها بوضوح وتحمل الرقم 28 في عدد مسؤولي البيت الأبيض الذين استقالوا أو أقيلوا في عهد ترامب بحسب موقع اكسيوس الأمريكي تعد مؤشرا على حجم التصدع والأزمات في الإدارة الأمريكية وتسلط الضوء على مدى الخلافات بين المسؤولين الأمريكيين حول العديد من القضايا والمسائل الداخلية والدولية حيث يعرف عن ترامب تخليه السريع عن أعضاء إدارته دون تردد بعد الخلافات معهم.
هايلي الهندية الأصل تعد رأس حربة إدارة ترامب في الأمم المتحدة وقادت حملته المشؤومة للاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي كما كان لها دور كبير في تشديد العقوبات الجائرة على روسيا وبررت قطع التمويل الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إلى جانب مواقفها المتشددة المعروفة في مجلس الأمن الدولي حيال الكثير من الدول في العالم.
وستغادر المندوبة الأمريكية منصبها رسميا نهاية العام الحالي وقد لاحقتها خلال الأشهر الماضية العديد من الفضائح وهناك دعوات للتحقيق معها في قضايا فساد مالي حيث استغلت منصبها عندما كانت حاكمة لولاية كارولينا الجنوبية وقامت بتمويل رجال أعمال في الولاية بالإضافة إلى فضائح أخرى طالتها خلال مسيرتها السياسية.
إدارة ترامب التي لم تكمل عامها الثاني بعد شهدت الكثير من الاستقالات المماثلة كان أبرزها استقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي مايكل فلين الذي لم يستمر في منصبه سوى 25 يوما فقط إضافة إلى شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض وجيمس كومى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” وأنطوني سكاراموتشي أحد مديري الاتصالات بالبيت الأبيض ورينس بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض وستيف بانون كبير المخططين الاستراتيجيين فى البيت الأبيض إلى جانب العديد من المسؤولين الآخرين.
وتعكس هذه الاستقالات حجم الخلافات في إدارة ترامب الذي اتسمت سياسته بالقرارات والإجراءات المتهورة التي اتخذها منذ توليه الحكم مطلع عام 2017 حيث أعلن عن انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ ومن منظمة اليونيسكو ومن الاتفاق النووي مع إيران وهدد بالخروج من منظمة التجارة العالمية كما افتعل مؤخرا حربا تجارية مع الكثير من دول العالم من خلال فرض الرسوم على منتجاتها وبضائعها من الصلب والألمنيوم وغير ذلك إلى جانب إجراءاته حيال المهاجرين.
محللون يرون أنه باستقالة هايلي يتداعى أحد أضلاع المثلث الهجومي في استراتيجية ترامب الخارجية فيما بات على الأخير البحث عن بديل لها يعينه إلى جانب وزير خارجيته مايك بومبيو القادم من وكالة الاستخبارات المركزية ومستشاره للأمن القومي المتشدد جون بولتون لإكمال سياساته المتهورة عالميا خلال العامين المتبقيين لفترة إدارته.
محمد جاسم