الشريط الإخباري

مجزرة صبرا وشاتيلا.. شاهدة على جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني

دمشق-سانا
36 عاما مضت ولا يزال الفلسطينيون واللبنانيون ومعهم أحرار العالم يتذكرون بألم وأسى المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت بحق آلاف العزل من الفلسطينيين واللبنانيين وبدم بارد تعرضوا للذبح على مدى ثلاثة أيام متواصلة.

ليلة الخامس عشر من شهر أيلول عام 1982 “الليلة السوداء” كما يصفها الفلسطينيون حين أمر آرئيل شارون وزير حرب كيان الاحتلال آنذاك بتطويق المخيم استعدادا لارتكاب واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الحديث “صبرا وشاتيلا” والتي لا تزال شاهدة على جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي الوحشية بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي بقي مرتكبوها دون عقاب رغم عشرات السنين على ارتكابها لتبقى الجرح الغائر في ضمير الإنسانية جمعاء.

المجزرة في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان والتي راح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين جاءت بعد اجتياح قوات العدو الإسرائيلي للبنان في حزيران عام 1982 حيث تعرض المخيم لقصف متواصل خلف دمارا هائلا على مدار 88 يوما من الحصار.

مقدمات المجزرة الوحشية بدأت في يومي الـ13 والـ14 من أيلول 1982 عندما تقدمت قوات العدو الى داخل بيروت محمية بغطاء جوي كثيف ونشرت عشرات الدبابات على أطراف مخيم صبرا وشاتيلا ثم أحكمت سيطرتها عليه.

ومع حلول مساء يوم الـ15 من أيلول 1982 بدأت قوات العدو الإسرائيلي وعملاؤها بالتقدم عبر الأزقة الجنوبية الغربية للمخيم في منطقة كانت تسمى “الحرش” وأضاؤوا سماء المخيم بالقنابل المضيئة وانتشروا في جميع شوارعه وارتكبوا على مدار ثلاثة أيام بلياليها مذابح بشعة بدم بارد ضد سكانه من الفلسطينيين واللبنانيين وتناثرت الأشلاء والجثث المشوهة في الشوارع وداخل المنازل المدمرة وسط تعتيم إعلامي كبير فيما أفادت الإحصائيات بوقوع أكثر من ثلاثة آلاف ضحية بينها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن.

وعلى مدار عشرات السنين بقي مرتكبو جريمة صبرا وشاتيلا التي انتهكت فيها كل المحرمات دون عقاب كغيرها من الجرائم والمجازر التي سبقتها واعقبتها واكتفى المجتمع الدولي في حينه بعبارات وبيانات الشجب والاستنكار كما يفعل عادة.

واقتصرت التحقيقات الدولية الشكلية على هذه الجريمة في لجنة ماكبرايد المستقلة التي أنشئت بشكل غير رسمي للتحقيق في الخروقات الإسرائيلية للقانون الدولي خلال غزوها للبنان وشكلها رجال قانون بارزون من أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيرلندا برئاسة المحامي والسياسي الإيرلندي البارز شون ماكبرايد.

اللجنة أصدرت تقريرا عام 1983 وخصصت فصلا منه لمجزرة صبرا وشاتيلا وأكدت فيه أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية القانونية عن المجزرة وأنه ساهم في التخطيط والتحضير للمذابح وتسهيل عمليات القتل من الناحية الفعلية.

وفي عام 2001 رفع ناجون فلسطينيون ولبنانيون من المجزرة دعوى لدى القضاء البلجيكي ضد شارون والمتورطين الآخرين غير أن ضغوط اللوبي اليهودي أدت إلى إدخال تعديلات على القانون البلجيكي منعت المضي قدما في الدعوى.

مجزرة صبرا وشاتيلا التي تصادف ذكراها غدا كانت واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني تضاف إلى الكثير من المجازر التي ارتكبها كيان الاحتلال وعصاباته في الأراضي الفلسطينية المحتلة كمجازر قبية والطنطورة ودير ياسين وحيفا والقدس وجنين وغير ذلك والتي راح ضحيتها الاف الفلسطينيين في ظل عجز الهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الامن الدولي عن معاقبة المجرمين الصهاينة على جرائمهم الكثيرة التي تعجز الذاكرة عن حفظها ولا تسقط بتقادم الزمن.

محمد جاسم

انظر ايضاً

في ذكراها الـ 40… مجزرة صبرا وشاتيلا ندبة شائنة على جبين الإنسانية

دمشق-سانا يستذكر الفلسطينيون واللبنانيون اليوم ببالغ الألم والأسى الذكرى الأربعين